الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد مرزوقي: قراءة في القيمة السيميائية للرموز المتداولة سياسيا في الانتخابات

محمد مرزوقي: قراءة في القيمة السيميائية للرموز المتداولة سياسيا في الانتخابات محمد مرزوقي
يستوجب لفهم طبيعة المشاركة السياسية في الانتخابات ادراك الثقافة السياسية التي تحكم السلوك الانتخابي باعتبارها ثقافة محايلة للبنيات التقليدية التي تُعلَى من شأن الانتماءات الجغرافية والقبلية والعائلية .وعلى اعتبار الرمز يحتل مكانة خاصة في هده الثقافة، (من خلال نمط الاقتراع المعتمد) سأحاول ان اقدم قراءة سيميائية للرموز المتداولة مع تصنيفها حسب طبيعتها الى حقول دلالية. 

يمكن حصر الدلالة في هده الرموز التي تختزل المشهد السياسي الى حقول دلالية مختلفة، منها الرموز النباتية التي تحيل على الجمال تُغرق المتلقي وتغمر مميزاتها بالارتباط بالارض، الرموز الحيوانية التي تمتاز في الغالب بالقوة والسرعة ومنها من اصبحت تكتسي دلالة وطنية كالدب الروسي،النسر الامريكي والديك الفرنسي الرموز الثراتية،الرموز الأدوات...الخ.
لدلك فان اختيار الرمز له تأثير خاص لأنه يثير الناخب ويؤثر على اختياره تماما مثل اسماء البضائع والمقاهي والحافلات. مثله مثل اللغة، مُثفق عليها من زمن بعيد اكبر مناً سناً لها بنية ثابتة. تٌرَشح بالدلالة البعيدة والقريبة قادرة على مخاطبة وجدان الفرد والتفاعل معه. 
الاحزاب السياسية استفدت من استعمال الرموز في المشهد السياسي لانها تعتمد على تقنية ترسيخ فكرة رمز الحزب في دهن الناخب حيث ترتكز كما هو معمول به الان في الحملة الانتخابية على اوراق تحمل رمز الحزب وطريقة وضع العلامة فقط دون التعريف ببرنامج الحزب أو غيره.
سأحاول ان أرَكز عن حضور الرمز وتدواله في الانتخابات  الجماعية في العالم القروي.هدا الاخير الدي شهد بعض الممارسات  البئيسة للاسف،  انطلاقا من واقع تسجيل الناخبين(حيث نجد  أن الراغبين للترشيح هم الذين يتكلفون بجمع البطاقات الوطنية  قصد التسجيل في اللوائح مستغلين التقطيع الانتخابي!!! (الترحال الانتخابي) تم
 واقع الترشيح (غياب الكفاءات). وصولا الى واقع الحملة الانتخابية  (المفروض  أن تُعرف فيها الأحزاب السياسية ببرامجها الانتخابية التي تريد تنفذيها؟)
في خضم هده الممارسات التي  تعتبر  الأمية السائدة  احد اسبابها -لا اقصد  بالأمية عدم الكتابة والقراءة بقدر ما أقصد بها أمية الانتخابات، حيث أن غالبية المواطنين في العالم القروي لا يدرون دور المنتَخبين ولماذا هم مرَشحون كما ان المرَشحٌون انفسهم لا علم لهم بالميثاق الجماعي ولا تعديلات مدونة الانتخابات...-  تما توظيف الرمز كجزء  مهم في  خطاب ساهم في التظليل وحجب الحقيقة (لغة التشفير). وأصبحت الرموز تتصارع فيما بينها،  كانتيجة  لِرتباطٍ تعسفي بين  الدال و المدلول (انتروبولوجيا المتخيل). مما أدى إلى فقدن الرمز  لقوته امام الشخص الدي يحمله شعارا له(هداك التراكتور،فلان الحمامة إلخ). فالرموز النباتية التي لها دلالة الجمال،قد تصبح دلالتها عكس دلك ادا كان المرشح غير مرغوب فيه  (لأسباب قد تكون غير موضوعية )  نفس الشئ لباقي الرموز.
خلاصة القول، إن تغيير مفهوم الانتخابات الجماعية قصد إفراز منتخبين مدبرين على المستوى المحلي يتطلب تغيير جذريا على المستوى السوسيو ثقافي.