ماصرح به عبد القادر مساهل تجاه المغرب ماهو الا تعبير عن عمق الأزمة التي يتخبط فيها النظام الجزائري وصراعات مؤسساته وأجهزته. وخطابه الذي ألقاه أمام منتدى المؤسسات المالية والتجارية لبلاده يعد كذلك إقرارا بفشله في فتح آفاق للمقاولات الجزائرية بالقارة الأفريقي، وهو الذي حمل ملف افريقيا منذ ثمانينات القرن الماضي وتقلد مناصب دبلوماسية أبرزها وزير مكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية.
لم يجد مساهل من تبرير للأزمة السياسية ولفشله سوى الانحطاط الدبلوماسي لغة والمغرب تهجما… وهو يعرف أنه جاء إلى منصب وزير الخارجية قبل ستة أشهر في إطار الصراع بين أجنحة نظام بوتفليقة الرئيس الذي يوجد منذ سنوات في شبه غيبوبة بالكاد يتحرك على كرسي متنقل. وهو يعرف كذلك فشل مؤسسات بلاده التجارية والمالية في التواجد بدول القارة.ألم يعبر عن هذا الفشل ذاك المنتدى المهزلة الذي احتضنته الجزائر قبل حوالي سنة وانسحب منه الوزير الأول أنذاك عبد المالك سلال ووفده الحكومي احتجاجا على الحضور جد المتواضع نوعا وكما للمقاولات الافريقية؟؟؟
كان يمكن بالفعل للجزائر أن تكون رائدة في المجال الاقتصادي بافريقيا. لكن نظامها السياسي اختار بدل الاستثمار إرشاء أنظمة عسكرية ديكتاتورية كي تصطف الى جانب الأطروحة الجزائرية المناوئة للمغرب. رحلت تلك الأنظمة وانكشف زيف الاطروحة ومن زرع الوهم حصد الفشل.
الغريب في الجزائر أنها تبني نظامها على معاداة بلادنا. تذكروا أن الرئيس بوتفليقة عندما كان يعقد تجمعات حملته الانتخابية سنة 1999 جاء إلى تلمسان ونفث ما في صدره من حقد ضد المغرب.. ونفس النهج سار عليه وزراء وسفراء وسياسيون وجرائد أجهزة مخابراتية … يحملون حقدا دفينا ضد المغرب يفصحون عليه كلما سنحت لهم الفرصة.ومساهل واحد منهم.
التابث تاريخيا بالرغم من هذا الحقد، هو أن الشعب الجزائري يرى في المغرب أخا شقيقا يسكن القلب بعاطفة جياشة وباحترام عميق وهو نفس الشعور الذي يحمله الشعب المغربي دوما للأشقاء بجارتنا الشرقية. وهذا التابث هو الذي يصون ذاك الأمل في الحلم المغاربي المتجلي في الاتحاد والاندماج. وأسالوا من يزور هذا البلد أو ذاك.
في إفريقيا اليوم مئات المقاولات المغربية لأشخاص ذاتيين ومعنويين بنوا رؤوس أموالهم من عرق جبينهم ورأوا في القارة السمراء أفقا واعدا بدلا من أوروبا. ونجاح المغرب تجاريا واقتصاديا بهذه الدولة أو تلك، جاء بسبب هذه المقاولات المغربية من جهة، ومن جهة ثانيا بفضل فتح بلادنا لجامعاتها ومؤسساتها الأبواب للأخوة الأفارقة من أجل الدراسة والتكوين والاستثمار…. وهذا مافشل فيه مساهل ونظامه.