غريب حقا امر وزراء خارجية الجزائر ..تتعاقب الأسماء والأجيال ،تختلف التكوينات والباكراوندات، فيهم خريجو معاهد التكوين الفرنسية ،متفرنسون حتى النخاع ،وفيهم من تشرب من مياه المشرق ثقافة وتكوينا ،وفيهم من هو منزلة بين الصنفين ، ولكن الثابت الذي يجمعهم كلهم هو العداء الغريب وغير المفهوم ، تجاه المغرب والذي يصل احيانا الى درجة الهستيريا كما برز في تصريحات مساهل، وزير الخارجية الحالي .
من فرط حضور هذا الثابت. صرت أشك في ان وزارة الخارجية الجزائرية لها قسم خاص تدرس فيه مادة او تخصص واحد ،واسم المادة او التخصص فيما يظهر هو "معاداة الجار المغرب "درس يلقن لهم بكل اللغات وعليهم ان يستظهروه امام قيادات المؤسسة العسكرية فيما يظهر كذلك من الشواهد والمؤشرات ، كما يستظهر التلميذ محفوظات الأناشيد امام معلمه .
من حسن الحظ ان الشعب الجزائري الشقيق لا يقرا حينما يتعلق الامر بالمغرب في نفس الألواح والكراسات والمراجع .
للشعب الجزائري مراجع اخرى تكيف مشاعره -وهي ودية وأخوية بكل تاكيد - تجاه أشقاءه المغاربة
شخصيا وقفت على هذه الحقيقة مباشرة وعلى الطبيعة مرتين: كانت المرة الاولى في نهاية الثمانينات بمناسبة حضور ندوة حول المدن العتيقة بتلمسان. استدعيت لها مدينة فاس كجماعة وكجماعة أحسسنا اننا بين اخوان يبادلوننا نفس مشاعر الود والمحبة والاحترام .
المرة الثانية كانت في اطار حضور فعاليات لقاء الاتحاد البرلماني العربي في الحزائرالعاصمة نهاية التسعسنيات الماضية فيما اذكر ،
نفس الشعور الذي انتابني في المرة الاولى بخصوص المفارقة بين الشعب والحكومة في الجزاءر حينما يتعلق الامر بالمشاعر تجاه المغرب شكرا السي جناتي على الملاحظة.
ولم نشعر إطلاقا بما يشبه من قريب او بعيد ما يتطاير من افواه وزراء الخارجية الجزائريين من ضغينة كلما تحدثوا عن المغرب .
يا لها من مفارقة !!