الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

بوخبزة: انتهى زمن الزعامات "الشعبوية" مع دخول عهد صياغة النموذج التنموي الجديد‎

بوخبزة: انتهى زمن الزعامات "الشعبوية" مع دخول عهد صياغة النموذج التنموي الجديد‎

اعتبر المحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة ؛ الرجة التي تجتاح الأحزاب السياسية المغربية، وخصوصا تلك التي تبوأت المراكز الثلاثة الأولى، أي "العدالة والتنمية" و"الأصالة والمعاصرة" إلى جانب "الإستقلال"، تعود إلى ما تشهده من تقييم لمرحلة سابقة تخللتها وقائع الإنتخابات وتدبير التحالفات وأيضا تشكيل الحكومة وما جاوره من تقاطبات.
وأضاف العمراني بوخبزة، بأن هناك الآن رغبة في طي صفحة مرت مع ما تميزت به من وجوه بصمت وبقوة المشهد، عبر شيوع نوعية الخطاب الشعبوي التي أفضت في أحايين كثيرة إلى تطاحنات ما بين الهيآت. لذلك، ترى هذه الأخيرة بأن الأيام المقبلة تستدعي إعادة النظر، وضرورة الإنتقال إلى مستوى آخر لا علاقة له بسالفه. مستدركا بأن ذلك النهج ربما كان مقبولا إلى حد ما في ظل البحث عن الرتب المتقدمة في الإستحقاقات، واستقطاب أكبر عدد من المصوتين، ناهيك عن رهانات أخرى أجازت ذلك.
ومن جهة ثانية، بعد أن شدد المحلل السياسي على حتمية الإقرار بوجود مشكل كبير في المغرب على مستوى إنتاج النخب، الذي يبقى من اختصاص الأحزاب السياسية، أكد على أن المرحلة السابقة وما شملته من تحولات كصدور الدستور الجديد، وولادة حركة 20 فبراير، والتنازع على ممارسة السلطة، فرض على الأحزاب السياسية تقديم زعامات صدامية قد تصل حد التنابز والسب والشتم والقذف.

بيد أن واقع الحال الراهن، وفي صلة بما تحدث عنه الملك محمد السادس فيما يعني النموذج الجديد للتنمية، لم يعد من حق تلك الأحزاب مواصلة الإشتغال بنفس الكيفية العراكية التي لا تتماشى مع ما تستوجبه المقاربة التشاركية التي يعتزمها المغرب لصياغة نموذج تنموي.
أما من ناحية الإصطفافات، فاستبعد محمد أمين بوخبزة أن تكون مرتبطة بقناعات سياسية أو بناء على انسجام البرامج الحزبية مع البرنامج الحكومي، بقدر ما تبقى ميولات شخصية.

وطرح الأستاذ الجامعي مثل حزب الإستقلال الذي قال عنه بأنه في سنة 2011 كان هناك عباس الفاسي على رأس قيادته، وهو الشخص الذي عُرف موقفه وبوضوح من الحكومة قبل أن ينضم إليها، لكن وبعد وصول حميد شباط إلى الزعامة انسحب من غير أن ندري السبب وعلى أي مبدأ اتخذ القرار.
وحتى الإصطفافات التي وقعت في سنة 2016، يردف بوخبزة، وما تمخض عنها من حكومة سعد الدين العثماني. لا يلاحظ بأنها قائمة، سواء في المعارضة أو في الأغلبية، على أساس سياسي إيديولوجي فكري وقناعات متقاربة.

وعليه، يقول بوخبزة، يجوز التساؤل بهذا الشأن حول ما إذا كانت الأحزاب السياسية هي أحزاب زعامات أم أحزاب مشاريع؟ ليجيب متأسفا، أن البادي هو عندما يعقد حزب ما مؤتمرا، فإن فالأمور التي تهم ما هو سياسي وموضوعي ومنهجي تمر دون نقاش، بينما عندما يتعلق الموضوع بانتخاب الزعيم يكون هناك اصطدام واصطفاف وتأجيل موعد التصويت، مما يدل على أن الأشخاص أهم من الأفكار داخل الأحزاب السياسية المغربية.