بيد أن واقع الحال الراهن، وفي صلة بما تحدث عنه الملك محمد السادس فيما يعني النموذج الجديد للتنمية، لم يعد من حق تلك الأحزاب مواصلة الإشتغال بنفس الكيفية العراكية التي لا تتماشى مع ما تستوجبه المقاربة التشاركية التي يعتزمها المغرب لصياغة نموذج تنموي.
أما من ناحية الإصطفافات، فاستبعد محمد أمين بوخبزة أن تكون مرتبطة بقناعات سياسية أو بناء على انسجام البرامج الحزبية مع البرنامج الحكومي، بقدر ما تبقى ميولات شخصية.
وطرح الأستاذ الجامعي مثل حزب الإستقلال الذي قال عنه بأنه في سنة 2011 كان هناك عباس الفاسي على رأس قيادته، وهو الشخص الذي عُرف موقفه وبوضوح من الحكومة قبل أن ينضم إليها، لكن وبعد وصول حميد شباط إلى الزعامة انسحب من غير أن ندري السبب وعلى أي مبدأ اتخذ القرار.
وحتى الإصطفافات التي وقعت في سنة 2016، يردف بوخبزة، وما تمخض عنها من حكومة سعد الدين العثماني. لا يلاحظ بأنها قائمة، سواء في المعارضة أو في الأغلبية، على أساس سياسي إيديولوجي فكري وقناعات متقاربة.
وعليه، يقول بوخبزة، يجوز التساؤل بهذا الشأن حول ما إذا كانت الأحزاب السياسية هي أحزاب زعامات أم أحزاب مشاريع؟ ليجيب متأسفا، أن البادي هو عندما يعقد حزب ما مؤتمرا، فإن فالأمور التي تهم ما هو سياسي وموضوعي ومنهجي تمر دون نقاش، بينما عندما يتعلق الموضوع بانتخاب الزعيم يكون هناك اصطدام واصطفاف وتأجيل موعد التصويت، مما يدل على أن الأشخاص أهم من الأفكار داخل الأحزاب السياسية المغربية.