السبت 20 إبريل 2024
سياسة

فكيك.. هذا ما يتهدد واحة العرجة بعد اغتصابها من طرف عسكر الجزائر

فكيك.. هذا ما يتهدد واحة العرجة بعد اغتصابها من طرف عسكر الجزائر إحدى ضيعات أرض العرجة بفكيك

مازال مداد ملف اغتصاب عسكر الجزائر لواحة العرجة فجيج لم يجف بعد، والذي تناوله الإعلام من مختلف الزوايا، حتى طفت على السطح أسئلة الفاعلين الجمعويين، التي ترتبط بهذا الموضوع على المستوى البيئي.

 

أسئلة من قبيل: ما هو مصير واحة العرجة بعد إخلاء ذوي الحقوق من الساكنة والفلاحين والمزارعين بدعوى أنها أرض جزائرية؟ هل ستتحول كسابقتها من الواحات الجميلة التي انتزعتها الجزائر من المغرب وطردت ساكنتها سنوات السبعينيات وتحولت بفعل الإهمال والنسيان إلى أراضي خلاء وجرداء؟

 

العديد من المراقبين، من حماة البيئة، يتخوفون اليوم من أن تتحول واحة العرجة بفجيج إلى أراض جرداء وصحراء قاحلة، بعد أن حولها المزارعون، منذ عقود طويلة، إلى أراض عامرة بمختلف أنواع النخيل المنتج للتمور، والعديد من الأشجار المتمرة، والمرزوعات المعيشية.

 

ويتسند المراقبون، من حماة البيئة، على تخوفهم في تعاطيهم مع ملف واحة العرجة من الناحية البيئية حين انتزعت الجزائر واحات مماثلة (تاغيت، لمراجي، أمغرور، تاغلا..) من تراب فجيج سنة 1976، حيث كانت تلك الواحات رئة بيئية تتنفس بها المنطقة نظرا للأدوار التي لعبتها في تلطيف الجو والتوازن البيئي من خلال المساحات الشاسعة المغروسة بالنخيل ومختلف الأشجار المتمرة، فضلا عن المزروعات المعيشية.. وقد تحولت الواحات الخضراء منذ انتزاعها من المغاربة سنة 1976، إلى أراض قاحلة بعد إهمال مغروساتها وأشجارها وتركها عرضة للموت والاجتثاث .

 

إن مشروعية تخوف حماة البيئة قائم، من أن تتحول واحة العرجة بدورها إلى صحراء قاحلة (لا طير يطير في سمائها ولا بشر يسير على أرضها) كما وقع للواحات المغتصبة سنة 1976؛ وتخوفهم نابع كذلك من كون هذه الواحة التي حولتها سواعد المغاربة إلى بقعة خضراء تسر الناظرين، تمد منطقة فجيج بالهواء النقي وتلطف الجو وتلعب دور الواقي من التصحر في محيط فجيج.

 

هاجس الخوف لدى حماة البيئة مشروع، على اعتبار أن عسكر الجزائر لن يحافظ على واحة العرجة إسوة لما وقع للواحات التي اغتصبت سنة 1976، وسيتركونها للضياع حتى تندثر وتنقرض ويموت نخيلها و أشجارها واقفة، ويصيبها الجفاف والتصحر في الوقت التي كانت واحة العرجة متنفسا بيئيا لمنطقة فجيج خلال فصل الصيف، ومصدر رزق للفلاحين والمزارعين المغاربة الذين استغلوها منذ فترة الاستعمار الفرنسي إلى حدود اليوم.