الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد المجيد مومر: الإتحاد الاشتراكي ..رسالة الجُذْوَةُ الوَطَنِيَّة وَالهِمّة العَالِيَّة ! 

عبد المجيد مومر: الإتحاد الاشتراكي ..رسالة الجُذْوَةُ الوَطَنِيَّة وَالهِمّة العَالِيَّة !  عبد المجيد مومر الزيراوي
هَكَذَا كَانَ وَ إِنْفَرَطَ عِقْدُ الإنبعاث المغشوش بشبهات الجُرمِ الفاسد. وها هي ساعة المحاسبة القانونية قد اقتربت، كي تَنقَضي عندها مآسي العشرية السوداء داخل حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، وانجلاء ظلمات لياليها الجارحة. فبُشْرى لكل الأحرار ولنا، وها نحن جميعنا سننال المنى ساعة إعلان سقوط تيار الفساد والإفساد والإستبداد الحزبي. 
ولأن تيار ولاد الشعب شَبَّ - وَ شَابَ- على مكارم أخلاق القادة المؤسسين، مذ انطلقت مسيرته النضالية داخل حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية. حيث نشَأَ على محاسن قُدوات الورع والزهد السياسي ونظافة الأيادي من انتهاك حرمات المال العام، عملاً و اقتداءًا بنهج سيرة السلف الحزبي المناضل العفيف الصالح . و تزكيةً للذات الحزبية بشيم الوفاء لبنات الفكرة الإتحادية، والانحياز الراقي لفضيلة " النقد السياسي الذاتي"  منذ مواجهة الأوَّلينَ قَبْلَنَا لغزوات الحماية المُستَعمِرَة ، ومرورا ببمرحلة رفض المؤتمر الاستثنائي أواسط السبعينات من القرن الماضي، لإرهاب وسطوة الأيديولوجيا الرجعية والظلامية ، ووصولا إلى حاضر تيار ولاد الشعب الذي يسائل الذات الحزبية عن مسايرة الأحياء لزمن دسترة الإختيار الديمقراطي، وما قد يَلِيهَا.
فَهَكَذَا كُنَّا بالأمس القريب فِتْيَانًا صغارًا، وكان اتحادُناَ جَمْعًا راشدا مناضِلاً مُسَابِقًا مُسَارِعًا من أجل إحقاق غايات الديمقراطية داخل الدولة والمجتمع. و نحن كتيار ولاد الشعب، جد فَخوُرين بِشرف الانتماء لزهرة المدارس السياسية الوطنية : مدرسة شيخ الإسلام سيدي محمد بن العربي العلوي والسي عبد الرحيم والسي عبد الرحمان قادة الكتلة الوطنية الديمقراطية من أجل تقدم الوطن وتحسين مستوى الوعي والمعيشة لدى المواطنات والمواطنين.
وهَاكُمُ  .. اليوم قد أثبت تيار ولاد الشعب أن إختياره العض بالنواجد على منهاج العمل السياسي القانوني الديمقراطي، كان وسيظل اختيارا حُرّا وَحَيًّا بروح التوافق و المبادرة الدستورية السليمة . بالتالي حتى لوْ تخاذَل ذا البَعْضُ أو بالتقصير غَفلَ ونَسَى، ها نحن نَمُدُّ أيْدينَا لِتشبيك اللَمَّة الوطنية وبجُهد الهمة العالية، من أجل استكمال مسيرة النضال القانوني الديمقراطي وتدشين ربيع الاتحاد التاريخي . نعم وبشدة نون التوكيد من أجل ضمان تجُّددِه السياسي بِنَفَسٍ تَشَارُكِي ذَكِي. إذ أن التَّرَفُّع محمودٌ ، فَكفانا عِبر مآلات المشتبه فيه المدعو ادريس لشكر.  والذي قد سَقَطَ سقوطا حرا، سقطَ مذموما ملوما حسيرا ، لأن الظاهر على قلبه أن الكاتب الأول بالظلم قد انتفَخَ. فَضَاقَت سِعتُهُ عَدَا عَن المبالغة في  الأنانية المريضة والحسابات الوضيعة. ثم استهلك رصيد صلاحية الفكرة الإتحادية في هرطقة الانبعاث بالخروج المرفوض عن الأحكام الدستورية و المقتضيات القانونية  .
وَلأننا داخل تيار ولاد الشعب ، نَخُطُّ - الآن- سيرة النصر بجهد الهمة العالية. ونستفتح الإستعاضة عن زلات سوء الفهم و هفوات القلم واللسان، بطي صفحة سياسية قديمة متقادمة. نعم هكذا ، بالتبشير بإشراقة مفعمة بجماليات الثقة وكماليات المروءة، والآنتقال إلى صفحة أخرى جديدة من صفحات كتاب حزب القوات الشعبية. ولعلها ذي صفحة التفاؤل المسطور بمداد قطرات الوطنية والمواطنة الرقراقة، فها نحن نَخُطَّ حروف الالتزام بتطوير الممارسة الحزبية الوطنية القانونية الديمقراطية والإصلاحية. وذلك عبر الإنطلاق من واجب الملاءمة الدستورية والقانونية، قصد إطلاق دينامية تحديث التنظيم الداخلي ، ورقمنة المقرات الحزبية. 
مع التسطير -أيضا- بخطين مستقيمين تحت هدف إنجاز التحول الديمقراطي المنتظر ، من خلال ابتكار برمجيات سياسية اتحادية حُرَّة و ذكية ، تعتمد على مسايرة سرعة التطور التكنولوجي العالية في التبادل والتأطير ، وصناعة المحتويات الثقافية والفكرية والسياسية. إذ لا محيد عن تلقيم الثقافة الحزبية بأساليب العمل الديمقراطي التشاركي المتجدد، كَيْ يصير حزب الاتحاد الاشراكي قادرا على تحمل مسؤولية التّثْقِيفِ السياسي النَّافع. وكذلك لتَمْكين المناضلات والمناصلين من ملامسة ملكات جديدة في مؤهلات تدبير الاختلافات بالقانون والديمقراطية، وكذا من معالجة التناقضات وإفراز التصورات والمشاريع السياسية ذات الارتباط القوي بالإنتظارات الوطنية الكبرى . هاته الإنتظارات التي تتجسد في القيام نحو الصعود الحضاري المنشود من خلال إنجاز الوَثْبَة الحزبية الإِصْلاحِيَّة المطلوبة : أَي إحقاق الإستِعَاضَةُ التِّقْنِيَّة بالقُسْطَاس وَالإِتْقَان.
نعم .. هُي ذِي ملامح المشروع الجديد لاتحادٍ قانوني ديمقراطي للقوات الشعبية، والذي نأمل في حَمَلَة رِسالَتِه الجُدد سِعةَ الصدر . وذلك لإحتضانِ ملحمة الانفتاح الاتحادي الكبير، وكَي نعطي دفعةً قويةً لإقلاعِ الفكر الحزبي المغربي عن  مَساوئ الجمود والانقسام والتّشرذم. مع إعادة الاعتبار لمفهوم المناضل ضد التطرف، أي الانسان الديمقراطي المُنْفَتِح، المُتَمَيز باخْتياراتِه الرَّاشِدَة، و المُنخرط في العمل الحزبي الجاد من أجل توطيد لبنات مجتمع القسطاس و الإتقان .
فَهكَذا -إذن- ، نحن نُريدُ تَحيين وإعادة ملائمة مُتُون الفكرة الاتحادية الأصيلة ، وحزبُنَا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عَلَى أَبْوَابِ خوض غمار المنافسة الصعبة ضمن قِيامَة التَّحَدِّيَّاتِ الإنتخابية القريبة. و في مُقَدِّمتها تقديم الجواب الصادق الخارِق ، الذي يتناسب وصَرَاحَةَ السؤال الحَارِق : إِنَّهَا إنْتِخَابَاتُ 2021 .. ونحن نرفض تزكية الفساد .. فانظروا ما كَسَبَت يَدَا ادريس لشكر ؟!. 
فَتَبَّتْ عَقْلِيَّةُ الإفْسادِ ، وبِئْسَ مَا كَسَب المشتبه فيه الأول ادريس لشكر. إِذْ هَا قد هَدَّمَ أركانَ التنافس القانوني الديمقراطي الشريف، ومنع وضْع لَبِناتِ وثبة فكرية وسياسية وتنظيمية، تنطلق من إحقاق المصالحة الاتحادية بعَقل المصلحة المشتركة ونبذ هرطقات الثوريت غير القانوني. لكي يلِيهَا المرور التالي نحو فتح ورش ” الانفتاح الكبير ”، هذا الإنفتاح الذي ينطلق وجوبا من فتح قلوب الإتحاد  -على مصراعيْهَا- لاحتضان الأمال الشبابية المُنْتَشرة و الأصوات الشعبية المُزدجرة. وإنه لَهُوَ ذات الإنفتاح المُجَدَّد الذي يتطلب تقديم عرض سياسي جديد تنافُسي بشكل ديمقراطي مُقْنِع، عرض يفتح المدى الواسع قصد تأمين وتأطير المشاركة الحزبية التدافعية المثمرة، بغرض استكمال تجويد البناء الدستوري للدولة المغربية الموحدة الديمقراطية المتقدمة المُزْدَهِرَة.
ولأن المناسبة شرط، فلا بد لي من التنبيه إلى أن ورش الانفتاح الكبير على أفكار وأصوات الشباب المغربي ، يفرض على مجموع الاتحاديات و الاتحاديين إبداعَ برنامج حزبي نيو-واقعي يعبر عن آمال هذه الفئات الاجتماعية العريضة. والتي قد تفاقَمَت مُتَوَالِيات نُكوصِها نتيجة فواجع الأخطاء الكبرى، حيث تسبَّب القصور الذاتي للمنظومة الحزبية، في حصيلة الفشل الحكومي المريع . فلم - ولن- تفلح تلك المنظومة الخاربة المتهالكة في طرح حلول قمينة بترميم شقوق التصدعات المجتمعية الخطيرة ، و منها إنتشار الفقر والبطالة و غلبة واقع التهميش والإقصاء. وعلى إثر خطب الفشل الحكومي عَمَّت حالة من الضبابية ، وحصل الإلتباس الخطير، حتى ظهر واقع الترهل السياسي والثقافي أمام باطل الهجمات الرقمية الغادرة التي تحاول تفكيك الجبهة الوطنية الداخلية ، وتضرب لحمة التماسك والثقة الشعبية في جدوى التغيير القانوني الديمقراطي من داخل المؤسسات الدستورية ، وفي سياق الإستمرارية.
لذا وَلِزاما،  أَصْبَحَ العقل الاتحادي مُطالبًا بِكَسْر أغْلال الجمود الثقافي والسياسي والتنظيمي المُتَجَمِّد. وذلك عبر المسابَقَة إلى إلإستعاضة عن مغارز الفشل بِاستوثاق عُرَى الأداة الحزبية الإتحادية المتطورة، و اعادة برمجة مهامها و تصحيح خواريزميات اشتغالها ، قصد استكمال رسالة الإتحاد الإشتراكي في الدفاع عن الحقوق الوطنية الثقافية، السياسية، الاجتماعية والاقتصادية للمواطنات و المواطنين. ومن أجل تأمين مُقومات الحرية ، وتيسير الوصول إلى التعلم الآلي بالتَّأْهِيلِ التكنولوجي المطلوب. وعبر  رعاية الحق في الإبداع الذي يسمح بزيادة إنتاج الثروة ، ولا يتراجع عن كرامة توزيعها العادل. الإبداع الذي يفتح أفاق العمل من أجل تقليص الفجوة بين فئات المجتمع، وإصلاح القطاع العام و تفعيل أدواره الاجتماعية، مع طرح البدائل التنموية القادرة على توفير فرص العمل للشباب، ومحاربة الفساد المالي والإداري، وإنجاز الإنماء المتوازن للمناطق والجهات.
فهكذا، هي ذي منطلقاتنا العقلانية الواقعية. وإذْ يظل من الأَخْيَرِ الوعيُ بحلولها النافعة، قصد استنبات الفكرة الحزبية الجديدة المواكبة لزمن الثورة الصناعية الرابعة وتأثيراتها القادمة المتعددة الأبعاد. نعم ،  من أجل استراتيجية حزبية متطورة تساعدنا على الانتقال السلس من بنية تنظيمية أنهكَهَا الصراع الداخلي المدمِّر والعقيم، إلى بنية مؤسساتية منفتحة تشكل فضاء خصبا للتفكير والمعرفة والإبداع . نعم ، بنية اتحادية بثقافة رقمية مرنة ، بنية مسايرة للتحولات المتعددة الأبعاد التي يعرفها المجتمع المغربي. بنية مُستقطِبة تحسن الإصغاء لنبض هذا المجتمع بشكل يترجم همومه وانشغالاته إلى مشاريع سياسية و حلول إجرائية واضحة المعالم والأفق، إلى أفكار وبرامج قابلة للتطبيق.
هذا هو  حلمنا الإتحادي الذي لا ينتهي، حلم يرفع آمال المرحلة الجديدة بعيدا عن أحقاد الصراعات الفارغة . هذا هو مشروع اتحادنا يتعايش مع زمن المرحلة الجديدة دون تضييع للوقت والطاقات والمال. 
ثم .. هكذا عند جذوة الوطنية،  وبشحذ الهمة العالية سنكسب تحديات مشروع التجدد والانفتاح نحو توطيد الثقة والتعاون الوطني، تحديات فرص التعلم الآلي قصد إحقاق الصعود الحضاري المنشود، تحديات التأهيل المجتمعي المطلوب بتيسير ثقافة احترام الدستور وسيادة القانون وسلامة الإختيار الديمقراطي.
 
عبد المجيد مومر الزيراوي، رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية