الجمعة 1 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أمجولي : "تبوريد"حامي الدين على صهوة التطبيع للإفلات من ملف أيت الجيد

أمجولي : "تبوريد"حامي الدين على صهوة التطبيع للإفلات من ملف أيت الجيد خالد أمجولي
فضيحة سياسية من العيار الثقيل تتمثل في خروج عبد العالي حامي الدين ليعلن أن العدالة والتنمية لم يعلم بالتطبيع مع إسرائيل إلا عبر وسائل الإعلام والعثماني وقع وهو غير راض! إنها قمة الإنتهازية والازدواجية في الخطاب.
إن حزب العدالة والتنمية يصر على استبلاد المغاربة جميعا وأتباعه خصوصا، فهل تناسى حامي الدين أن منصب رئيس الحكومة هو منصب سياسي، وأن العدالة والتنمية يترأس الحكومة نتيجة المقاعد التي حصل عليها في البرلمان؟ فما الذي منع العثماني إذن من تقديم استقالته ؟
عادي أن ينتقد أعضاء في الحزب، قرارات الأمين العام لحزبهم بصفته رئيسا للحكومة ولكن غير مقبول وغير مبرر أن يتنصل العثماني من قراراته ويمارس ازدواجية في الخطاب.
ماذا منع حامي الدين، بالتالي، أن يخرج علينا ذات يوم، ليخبرنا أن زعيمه بنكيران، كذلك لم يكن راضيا على الإجهاز على التقاعد، وأنه فرض عليه التعاقد، وأنه لم يعلم بإلغاء الدعم وإلغاء صندوق المقاصة إلا في آخر اللحظات عبر الإعلام ؟ وأنه أغرق البلاد في المديونية وشجع الريع والفساد وهو من دعا إلى "عفا الله عما سلف" مكرها ؟.
ماذا منع حامي الدين من أن يشرح دواعي خطيئة العثماني الدبلوماسية و السياسة ، بصفته وزيرا للخارجية، خلال زيارته للجزائر في يناير 2012 و لقائه للرئيس بوتفليقة عدو المغرب على انفراد و دون حضور سفير المغرب في الجزائر؟ كما التقى بزعيم حركة مجتمع السلم ، فهل كان مكرها حينها على ذلك ؟
المشكل ليس في التطبيع أو عدمه ، المشكل أن العدالة والتنمية يسيء إلى مفهوم دولة المؤسسات. ويشوش على جميع فرص تجويد الممارسة السياسية والعمل الحزبي والحكومي، بل تأكد بالملموس أنه حزب غير قادر على تحمل المسؤولية في ظروف مفصلية، مرتبطة بالقضية الوطنية ، و يتعامل مع الأحداث والتطورات بانتهازية كبيرة، وكأنه حزب أكبر من الوطن !
إن حامي الدين، وهو يدافع عن موقف الحزب ونقيضه، يعطي الانطباع كأن العدالة والتنمية حررت فلسطين و سلمها العثماني لإسرائيل مكرها !.
لقد اتخذت العدالة والتنمية طيلة عشر سنوات جميع القرارات التي دمرت الاقتصاد، ودمرت الطبقة المتوسطة، ورهنت البلاد للمؤسسات المالية الدولية ولغمت الساحة السياسية والإعلامية والحقوقية ، وأصبح اليوم الهاجس الانتخابي هو ما يتحكم في الحزب أولا وأخيرا ، من أجل تحقيق مشروعه " الإخواني " .
إننا ندرك أن الدافع من وراء الخروج الحالي لحامي الدين بالضبط ، الذي ما يزال للأسف طليقا، هو محاولة للهروب إلى الأمام، قبل موعد محاكمته بتهمة قتل الطالب آيت الجيد، وحتى يتسنى له أن يظهر بمظهر الضحية المناهض للتطبيع والمعارض القوي الذي يتعرض للانتقام جراء مواقفه، و يضمن بالتالي تأييدا وتضامنا معه من طرف أعداء المغرب في الداخل والخارج ، خلال المحاكمة و بعد النطق بالحكم .
السيد حامي الدين، دع عنك موضوع التطبيع جانبا ، وهيئ نفسك لتسرد الحقائق كما هي، أمام القاضي والمحكمة وأمام المغاربة وأمام أصدقاء الماضي .