الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد اللطيف برادة: ابتسامة الوداع

عبد اللطيف برادة: ابتسامة الوداع عبد اللطيف برادة

إلى روح نرجس أم ابني حمزة

أذكر يوم افترقنا

وملء عيونك دموع ألوداع
أتذكر وقد صرت همسا بعيدا حلما توارى وضاع
أحسك اليوم نبضا ودفئا اندثر

ها اني أشعر بعدك بالشجن
اتذكر يوم افترقنا

 كانت سماءنا ملئها غيوم
الشمس لم تبتسم يوم داك وتخفت وراء السحاب
افترقنا بيد لم نكن نفكر يوما في الوداع
رجعت وحدي في الطريق فعشت سجين الذكريات
كان اليأس يدعوني إلى شيء غريب
الالم ينهش شعاع قلبي يقذف بي في دروب الظلام
ورجعت الى نفس المكان الذي التقينا فيه ذات مرة
فتاهت خطايا في كل مكان
أخذت أسأل عنك نفسي و كل شيء حولي
اسال الصخر والحجر
اسئل الحقول والشجر
اسئل موج البحر وبذرات الرمال
اسئل اليأس الذي يفترس قلبي والضجر
اسئل أحلام أيامي وغدر القدر
اسئل اليوم الذي انكسرت فيه احلامي على صخر المحال
اسئل و كل الاشياء كانت تتكلم عنك بشغف وحزن اليم
اسئل فيشتعل القلب حريقا يحولني دخانا ونار
فأدور في مكاني وأثور و كأني بركان
رجعت بعدما افترقنا فظلت بيننا ذكرى الجمال
وضل فكري يتساءل في خجل عن لغز الفراق
فكم تمنيت حلما أُحبُّكِ فيه الف مرة
حُبُّكِ كان دربا طويلٌ فلم تتحمل أوتار قلبي امتداد الزمن
نعم افترقنا فتشرد الحب في المدينة
ومر الزمن أو ربما العمر كله وانأ انتظر
نسيت نفسي بعدك وكل شيء
لكنني لا زلت أذكر ابتسامة الوداع
تراجع الحلم و ضل فينا شيئا من اديم القبل
ايام ما زال رحيقها يسري بين الضلوع
وصوتك الذي يدوي كالموج يحكي لي بعض مما تبقى بعد الرحيل
يمضي همسك بجوارحي ويحكى كل ما كان
لقد كان الحب .. بيننا ليله جميلة وان لم تطول
وبداخلي لازال يهتف بي صوتك الدفين
ام هي يا ترى ملهمتي التي تصيح بي
يا عاشقا عصفت به ريح الشجن
وتبعثرت أيامه الحيرى فتاهت به خطاه في دروب المدينة
أتراك تبحث عن رفيقة العمر او عن طيف الأمل
لو كنت ضبطت الخطى في دروب المدينة لوجدت من تهوي في نفس المكان
الم  تبحث عنها فتدور في كل الدروب
لا تحزن يهتف بي الصوت الدفين...
إن الزمان الطاغي سينهزم ولن تقوض خفافيش الظلام حبا بهيج

فأجيب انا بصوت يرتجف

 نعم اني على يقين ان الفرج قريب

سيموت الخوف فينا وستجمعنا كل الأشياء
قد نلتقي يوما فأراك كطيف جميل وسألقي كل الاماني بين يديك
ستلتئم خلايا الجرح القديم
سنتلاقى كنبض القلب ويعود الحب كما كان
قد تتجمع كل الدرى كما كانت وقد تتعانق الاماني فينا
وستتحول الصحارى الى غابات
وستصرخ فينا كل الاهات
وستنبت في الأرض الجرداء اجمل الحقول
و في الطرقات ستلتقي خطانا مرة اخرى
سنتوحد يوما في الكون ظلالا
ويموت الخوف فينا كي نعود كما كنا
فغداً ستغرد ألحياة زهوا

فالطوفان آت على كل ما فات
البراكين التي خمدت أراها تنفجر في وجه الظلام
والصبح هذا المنفي يعود يطل على وجهي
يُطل الآن وجهك .. يشرق .. ينتشر في كل مكان
وغداً سأحبك مثلما يوم التقينا اول مرة
بدون خوف .. أو حسرة .. أو ندم ”
كما كنت ستعودين في سمائي نجمة لن تخبو وراء السحاب
وستضيء كل ركن مظلم بداخلي حين نتلاقى
وستطوفين في دروب قلبي مثل الشعاع
قد تعودين بعدما اضحى اللقاء مستحيل
كاليمامة الزرقاء تعودين تشدو لي لحنا جميل
مهما يئست او ضاق بي دربي لن استسلم لمعاناة القدر
وإن طال الليل ستضل تضيء عيونك طريقي
أنا ما حزنت يوما على ما فات
ويقيني ان كلما كان لن يعدو سوى سراب وان القيد الظالم قد ينكسر