Monday 7 July 2025
سياسة

بعد تناسل انزلاقاتها.. هل يتعين حل حركة التوحيد والإصلاح؟

بعد تناسل انزلاقاتها.. هل يتعين حل حركة التوحيد والإصلاح؟ صورة مركبة للوزير أمكراز وأحمد الريسوني والشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح

خلق البلاغ السياسي لحركة التوحيد والإصلاح نقاشا واسعا في أوساط الرأي العام الوطني، نظرا لوقاحة مضمونه، ولعبه على أوتار القضية الفلسطينية وربطها بمسألة الإيمان بالله، حيث أن هناك من رأى فيه استهدافا للمؤسسات الوطنية، وإقحام شخص الملك في دائرة التنازل عن "القدس" من خلال قرار اعتراف أقوى دولة بمغربية الصحراء.

 

بلاغ التوحيد والإصلاح يكشف بالملموس، حسب مراقبين ومهتمين، على أن دمهم من فصيلة الإخوان المسلمين الذين لا دين لهم، ولا ملة، وليس لهم أي ولاء للوطن، ولا تهمهم المصالح العليا للوطن، (يتحالفون مع الشيطان)، إذ الأولوية، بالنسبة إليهم، هي ولاؤهم لتركيا، التي بايعوا رئيسها أردوغان على رأس "دولة الخلافة الإسلامية"، دولة الوهم الذي يعشش في أدمغتهم.

 

خرجة الحركة التي تدعي أنها لا تمارس السياسة أماطت اللثام عن سلوك المنهزمين الإسلامويين الذين يظنون أن موقفهم من خلال ركوبهم على القضية الفلسطينية والتهجم على المؤسسة الملكية قد يعطيهم زخما كبيرا على مستوى الانتخابات بعد موت حزب العدالة والتنمية سريريا... لأن ربط القضية الفلسطينية بالإيمان بالله والسطو على كراسي المؤسسات سهل جدا في الخطاب الديني الموجه لعامة الناس البسطاء، من خلال تجنيد كتائب الذباب الإلكتروني للترويج للبلاغ بوسائط التواصل الاجتماعي واستغلال قنوات "خوانجية" لقصف المملكة المغربية. ومن كثرة انزلاقاتها (أي الحركة) تناسلت العديد من الدعوات متسائلة: هل يتعين حل حركة التوحيد والإصلاح؟

 

ففي حوار مع أحد الباحثين المتخصصين في الشأن الديني، فضل عدم ذكر اسمه، تساءل ضيف جريدة "الوطن الآن"، عن موقف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بخصوص بلاغ حركة التوحيد والإصلاح الضاج بالإملاءات السياسية الموجهة للمؤسسة الملكية على إثر قرار الولايات المتحدة الأمريكية الذي اعترف بمغربية الصحراء، والتدابير المرافقة لهذا القرار .

 

وقال في هذا السياق: هل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يثمن مضمون بلاغ حركة التوحيد والإصلاح التي تريد استرضاء المريدين والأتباع والواصفين، أم أنه متورط في لعبة المناورة السياسوية وشريك في صياغته ومضمونه الوقح؟

 

وشدد المتحدث على أن الرأي العام يعرف جيدا بأن مكاتب الاتصال مع إسرائيل كانت مفتوحة منذ التسعينيات وتم إغلاقها بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ولم تكن هناك أي مقايضة في هذا المجال الدبلوماسي.

 

وأضاف موضحا، على هامش قراءته للبلاغ السياسي لحركة التوحيد والإصلاح، بأنه إذا تفحصنا جيدا قرار إعلان إعادة فتح مكاتب الاتصال مع اللحظة الحالية، فإن المغرب قد ربح اعتراف أهم دولة في العالم بمغربية الصحراء. معتبرا العملية بأنها قفزة نوعية، وهي مسألة حس ويقظة سياسية، وقيمة مضافة ذات أهمية بالغة.. وبالتالي فالاعتراف أصلا موجود منذ مدة طويلة، الذي استحضر في هذا السياق الكاتب والمحلل محمد حسنين هيكل في مذكراته التي ذكر فيها بأن اتفاقية كامب ديفيد تم التنسيق لها في مدينة إفران، وهذه مسألة تاريخية معروفة والمغرب لا يخفي ذلك نهائيا.

 

عملية اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وإعادة فتح جسور التواصل مع إسرائيل، يدقق الضيف في تحليله ردا على بلاغ شيوخ الحركة، كانت بمثابة الضربة القاضية التي أربكت حسابات الكثيرين داخليا وخارجيا، ومنهم عسكر الجزائر ووضعت ساستهم في ورطة جيو ـ استراتيجية كبيرة جدا لا يحسدون عليها.. وأضاف قائلا: "الجزائر حاليا هي محاطة بعداء كانت هي السبب في تأجيجه، عداء مع المغرب، وعداء مع أوروبا.. بل أنها ارتمت في أحضان أردغان (تركيا)، بسبب القضية الليبية، ثم لها عداء خارجي مع الإمارات والسعودية"..وأكد على أن "الجزائر عدوة للكل في نهاية المطاف".

 

ووصف مصدرنا الحدث بالنقلة النوعية الاستراتيجية، وجيو استراتيجية ودبلوماسية كبيرة جدا بالنسبة للمملكة المغربية.

 

في سياق متصل استغرب نفس الباحث، المتخصص في الشأن الديني، باندهاش، لبلاغ حركة التوحيد والإصلاح الذي قفز وتجاوز بطريقة تدليسية خبيثة تأكيد المؤسسة الملكية على أن موقف المغرب من القضية الفلسطينية مستمر ولن يتغير، و لا يختلف عن ما قبل وما بعد إجراء هذا الإتفاق التاريخي .

 

وصنف خرجة حركة التوحيد والإصلاح في هذا التوقيت في خانة الخرجات السياسوية الشعبوية والانتهازية طمعا في استجداء أصوات الناخبين بعد موت حزب العدالة والتنمية، وأيضا من أجل دغدغة مشاعر "الغوغاء" باللعب على وتر العقيدة وربطها بفلسطين والقدس، والدخول في تسخينات في أفق جعل مسألة فلسطين والتطبيع محورية في الاستحقاقات القادمة، ودليله في ذلك توزيع الأدوار مع المسؤولين الحكوميين من المنتسبين للعدالة والتنمية مثل ما قام به وزيرهم أمكراز الذي تنصل من التزاماته ولبس جبة لخوانجية عبر ميكروفون قناة الميادين.

 

وأكد ضيف الجريدة على أن المنهزمين الإسلامويين يظنون أن موقفهم من خلال بلاغ حركة التوحيد قد يعطيهم زخما كبيرا على مستوى الانتخابات، لأن ربط القضية الفلسطينية بالإيمان بالله والسطو على كراسي المؤسسات سهل جدا في الخطاب الديني الموجه لعامة الناس البسطاء.

 

وختم تصريحه بتوجيه خطابه لصقور حزب البيجيدي وشيوخ حركة التوحيد والإصلاح بالقول: إن تحرير النفس سابق على تحرير الغير.. لا بد من النظر إلى النفس ثم إلى الذات، ثم النظر إلى الآخر... نحن دولة مر على استقلالنا عشرات السنين ومازالت بعض أطرافها مستعمرة، وتطالبنا حركة التوحيد بتحرير فلسطين... يا للعجب.

 

تفاصيل أوفى تجدونها هنا في رابط العدد الجديد من أسبوعية "الوطن الآن"