مازال الموت بسبب فيروس كورونا اللعين يحصد الأرواح من مختلف شرائح المجتمع المغربي، ويسجل في ساحة معركته فقدان شخصيات وازنة خلفت الأثر الإنساني خلال مشوارها الفكري والثقافي والاجتماعي والإداري والمهني على جميع المستويات، لا يسعنا في حضرة الفقدان إلا الترحم على أرواحهم الطاهرة.

ففي يوم الأربعاء 2 دجنبر 2020، اختطف منا الموت في غفلة من الجميع، المسمى قيد حياته، الإطار المهندس المصطفى بروك، وهو من مواليد سنة 1953 بمدينة بني ملال، والذي شغل منصب المدير العام السابق لمكتب استغلال الموانئ، وترك أثره الطيب مهنيا وإبداعيا في مجال تخصصه.

منجزات الراحل المهندس المصطفى بروك كثيرة، نذكر منها بصمته التي خلدها على مستوى توسيع المحطة الشرقية بميناء الدار البيضاء، حيث ساهم هذا الإنجاز في تقليص معدل معالجة البواخر من ثلاثة أيام إلى أقل من يومين، وتم تخفيض كلفة (surestarie) المرتبط بمدة انتظار البواخر والتأخر في برمجة دخولها إلى الموانئ والتأخر في إفراغ الحمولات، فضلا عن خفض معدل مكوث الحاويات إلى أقل من ثمانية أيام. وبإنجازه ذلك انخفضت بشكل كبير تكلفة انتظار وإفراغ البواخر ومدة تخزين الحاويات.

وحسب دراسة أنجزها خبير في قطاع الموانئ والملاحة البحرية، الأستاذ نجيب الشرفاوي، فقد بلغت، في السنين الأخيرة، تكلفة انتظار والتأخر في إفراغ البواخر وتخزين الحاويات(surestarie)  ما يناهز ستة مليار درهم سنويا.

الراحل المصطفى بروك اشتغل على عدة مشاريع واعدة، منها مشروع بناء ميناء الداخلة الجديد، وتوسيع ميناء العيون (تثنية قوته الاستيعابية). ونفس الشيء بالنسبة لتوسيع ميناء الناظور (تثنية قوته الاستيعابية)، علاوة على إنجاز المحطة البحرية لاستقبال المسافرين بالناظور، واشتغاله على توسيع ميناء الحسيمة، وإعطاء انطلاقة أشغال المحطة الجديدة للمسافرين بميناء الحسيمة. وبنفس الوتيرة والاهتمام اشتغل الراحل على إعادة تأهيل المراكز لنقل المسافرين وتقوية أرصفة ميناء طنجة، فضلا عن إعداد المحطة البحرية الشرقية بميناء طنجة.

وقد ترك الراحل بصمته المهنية على مستوى إعادة تأهيل مراكز الرسو 30 إلى 34 بميناء الدار البيضاء، وبناء الرصيف رقم 14 بميناء الجرف الأصفر، مع إعطاء انطلاقة أشغال الرصيف المتعدد الخدمات بميناء الجرف الأصفر. وفي نفس السياق عمل الراحل على توسيع ميناء العيون (تثنية الطاقة الاستيعابية للميناء)، وأعطى اهتمامه البالغ لتجهيز الموانئ بالمعدات اللازمة.

لكن هناك مشاريع خطط لها وبرمجها الراحل المهندس المصطفى بروك، ترتبط بعدة مشاريع استراتيجية تخلت الوكالة الوطنية للموانئ عن إنجازها نذكر منها: محطة الحاويات بميناء المحمدية، ومحطة بتروكيميائية بميناء الجرف الأصفر، ومحطة الحاويات بميناء أكادير.

رحم الله الفقيد المهندس المصطفى بروك، وألهم دويه وأفراد أسرته الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.