الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد اللطيف برادة: القصيدة العملاقة

عبد اللطيف برادة: القصيدة العملاقة عبد اللطيف برادة
القي بكلمتي المشرقة وسط الحشود
أحرفي تطل عليكم من أعالي قمم جبال الأطلس
تمتزج فيما بينها في تناغم هائل
رقصات الأحواش تذكرني أياما كانت تنتصر للمحاربين بعد معركتهم المضفرة
تروي الأرواح العطشى
تهدئ من روع العقول المتسائلة
كذلك هي الأحرف التي صنعتها بيدي مستلهما من المعارك البطولية
هي أبجديتي تنطلق كشرارة متحررة من قيد العقل المتحجر
هكذا تنير قصيدتي العملاقة كل طريق مظلم
ترشد كل من تاه عن الصراط القويم إلى نور الحقيقة الأبدية
ها أنني أصبحت اصرخ كما البركان في وجه الظلام
اجث الرفاق على مواصلة الكفاح
المضي قدما في الطريق إلى الأمام
لم يعد لي الآن ما يخيفني و لاما أخفيه على أحد
اليوم سأفصح عن التساؤلات معلنا عن الحقائق الخفية
أبوح عن سر الأنا والأخر كما هيئ لي
لا لن الغي ولو نقطة واحدة منفصلة عن الحرف التائه في دروب المشيئة
سأعلن اليوم عن الحق المطلق والسر المحير
ذلك اللغز الذي يحبط عند كل محاولة الجواب الشافي
ها إنني أتغلغل في عمق التفاصيل معبرا عن سذاجتي واندهاشي في ان
لكنني أتقبل هكذا الحقيقة كما هي فلا أزايد و لا انقص و لا حرف واحد
نعم التمس المادة بأصابعي فأتحسس الخشونة واستمتع بها بأطرافي
لكنني لا أؤمن بها ذاك الإيمان المطلق
فما هي المادة إذا في رأيكم
أليست الفكرة والطاقة المتجددة ضمن الكيان الهائل للخليقة
نعم مثلك تماما فانا أؤمن بالحركة أولا لكنني لن أغفل عن الفكرة المسبقة
فما أجمل الحلم الذي يتفاعل مع بشاعة الواقع
أؤمن بالمادة لكن والروح معا وأسلط الضوء على الغيب المغيب
فمن منكم يتنكر للسماء والملائكة فهو أهوج في نظري
اقدر رأيكم فالبقرة الحلوب لا تدرك سوى ما يبتلعه لسانها من عشب
وكلما يعني القطيع هو العشب ولا شيء ابعد من دلك
ها إنني أهديكم هنا السماء وقوس قزح
أهديكم أشواقي وأمنياتي الخالدة
ها هي ألأحرف تتمرد تداهم كصقور البراري
أفكاري تعانق أحلامكم المنيعة
وكما البراعم الأمنيات تندس بين ثنايا قصيدتي
غريبة فعلا تبدو قصيدتي لكنها تصيب حيث تخفق كل الأجوبة
ها هي أحرفي تنطق بالحق
منيرة كنجوم سماء ليل دامس
ها هي الألف واللام تتعانقان فتنطلقان مولعة لذكرى بطولات ولت ولم تعد سوى ذكرى لماض سحيق
ها هي كلماتي تحيي من جديد
من هنا ومن دون استثناء تذكركم بكل رفاق المعركة
ها هي النون تضيء كشعلة كل الطريق
وهذه كلمة العدل مشرقة للأبد كما أهديتكم إياها أيها الرفاق المخلصين
القي بها صادقة إلى الجماهير التواقة للمجد
الأحرف الجريئة هي التي تشع نورا والأحرف العتيدة تطارد الظلال
قصيدتي هي شعلتي احملها وسط الظلام
قصيدتي هي نبراس الضمائر الحية
كل حرف من قصيدتي يغازل فيكم الفكر المتسائل
كل حرف يتجرأ يدل عن اللغز الغائر
ها هي الفكرة المجردة تنقل لكم الحقيقة المطلقة فتدل على التجربة الدقيقة
هكذا أخوض معكم غمار الحياة مقتنعا بما افعل
لا أتساءل أبدا عما يفعلونه الفضوليين من حولي و لا ما يشيعون
ادري إنهم يتوعدوني ينعتونني بما فيهم من قبح وردائل
اتركهم لحالهم لا أعيرهم أي اهتمام
إنني كما ترون منشغل بنفسي لا غير
انأ الشاعر المحب والرجل المنغمس في الشارات والدلالات المبهمة
أآتي بالماضي فأعيد نفس الفكرة في قالب يلاءم الحاضر
هكذا لا انزعج ولا أتراقص زهوا من شدة الغرور بأقوال إن كانت قيلت في حقي سواء كانت معي او ضدي
أؤمن بان كلما أرى وبكل ما قيل وسيقال عني في حقي كان من قدري
كل شيء يقال فهو إذا نافع وقد يجدي
ففي أي جانب ما من التجربة يوجد شيء ينفع
الكلمات المادحة ليست دوما صادقة ولا تصب في صالحي
الأفعال البناءة وحدها تثير انتباهي
أتبنى بالجملة كل عمل بناء
أتقدم فأتهيأ لكي افعل كلما شئت وسأشاء بإذن الخالق
ادخل بكلماتي الجريئة كل المناطق المحرمة وأجرؤ لقول الحقيقة كما هي بدون أي التواء
ها إنني كما ـوعدتكم أتبنى كل الانتفاضات حتى ولو أجهضت كل الثورات حتى ولو أخفقت
هناك خطوات تهيئ لخطوات أخرى وإخفاقات تعبد الطريق لنجاحات مقبلة
اهدي كلماتي للرجال والنساء الأكفاء
كلمتي و ابتسامتي تشيران للدين لا يتحدثون طويلا
للدين يقدمون على الأفعال الجريئة
كلمتي أخطها بعرق جبيني
لكل من صنع الثورة في العمق
فلتكن الكلمة إذا ثورة العقل ولا القلب والحرف الرزين الذي يعصف بكل قديم متهرئ
أتقدم فاصرخ في وجه الطاغوت
عليكم أن تدبروها يا رفاق
دبروها ثورة على نار هادئة بدون إراقة قطرة دم
فلتكن الثورة في العمق يقضه ضمير حي
ولتكن لبناء الإنسان والأجيال
ولتكن كلماتي نبراسا للدين لا يقفون في صف ممن يكيدون ويتآمرون
فلتكن كلماتي مشعلا للدين سيعيدون للوطن قدسيته
هكذا أهديكم كلماتي في كل عيد ومع كل فرحة
اهديها لكل من يحب بعمق ويعشق
لكل من يتنسم الزهرة لا يقطف البرعم
لكل من يزرع بكل الحب البذرة في أعماق الإنسان
اهديها لكل من يغرس شتلة ولا يكسر غصن شجرة
ولتكن الكلمة ذكرى وموعظة لكل من يبني ولا يهدم