حكمت محكمة نيوزيلندية اليوم الخميس 27 غشت 2020، على برنتون تارانت الذي شنّ العام الماضي هجوماً مسلّحاً على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، بالسجن المؤبد من دون الحق بالحصول على إفراج مشروط، في عقوبة غير مسبوقة في تاريخ هذا البلد.
ونفذ تارانت مجزرة راح ضحيّتها 51 مصلّياً مسلماً، وقام ببث جزء كبير من جريمته بشكل مباشر عبر الانترنت، في واقعة إرهابية لم تشهد نيوزيلندا مثلها.
ويعدّ السجن المؤبد أقصى عقوبة في القضاء النيوزيلندي، إذ ألغت الدولة عقوبة الإعدام عام 1961 لكنها أبقت عنها في خيانة الدولة، قبل أن تلغى العقوبة بالكامل عام 1989. وتعود آخر عقوبة إعدام في البلاد إلى 1957.
وقال القاضي كاميرون ماندر إنّ المحكمة قررت فرض هذه العقوبة على هذا المدان "الشرير" و"اللاإنساني" لأنّه "يتعيّن عليها الرد بطريقة ترفض بشكل حاسم مثل هذا الحقد الشرير"، مضيفاً أن وراء أيديولوجيته "المعوجّة" يخفي تارانت "كراهية عميقة" دفعته إلى مهاجمة الرجال والنساء والأطفال العزّل.
وتابع القاضي أن مرتكب المجزرة فشل مع ذلك في الترويج لإيديولوجية اليمين المتطرّف، مشيراً إلى أن المجزرة "كانت وحشية وقاسية"، ثم خاطب المدان بالقول: "أفعالك كانت لاإنسانية".
وتارانت أسترالي يميني متطرّف يتبنّى نظرية تفوّق العرق الأبيض واعترف في مارس بكل التّهم الموجّهة إليه (51 تهمة بالقتل و40 بمحاولة القتل وتهمة أخرى هي تنفيذ عمل إرهابي).