الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بوازرو: هل فعلا انتهت صلاحية الأحزاب المغربية في زمن كورونا؟

محمد بوازرو: هل فعلا انتهت صلاحية الأحزاب المغربية في زمن كورونا؟ محمد بوازرو
 بعد سباته لشهور مضت، وكباقي الأحزاب المغربية الأخرى ، استفاق  أخيرا حزب البام، نموذجا، ليوجه رئيس فريقه بمجلس النواب سؤالا إلى وزير الصحة خالد آيت الطالب حول عدم الترخيص للمختبرات الخاصة بإجراء تحاليل فيروس كورونا؛  وكأن كل المشاكل الصحية الأخرى التي تفاقمت حدتها قد وجد لحالاتها "لقاح".
سؤال حزبي يكشف بالواضح مدى الشرود الذي دخلت فيه كافة الأحزاب المغربية في هذه الظروف الحرجة التي تمر منها بلادنا بسبب انتشار  فيروس كورونا في ظل الوضع الصحي المتردي في العديد من المدن المغربية، فما بالك بالقرى.
 سؤال حزبي يكشف بالملموس مدى" التباعد الاجتماعي" الذي مارسته كافة الأحزاب يمينا، وسطا ويسارا مع المواطنين والمواطنات تحاشيا منها لكل صداع الراس . 
سؤال حزبي يكشف بالملموس حقيقة أن تتوارى كل الأحزاب عن الأنظار، متخلفة عن حمل سلاح المواجهة، في ساحة حرب علنية انخرط فيها الجميع إلا الأحزاب،  ضد وباء كورونا ، وكأن هذه الحرب لا تعنيها في شيء.
 سؤال حزبي يكشف بالملموس أن حقيقة كل الأحزاب المغربية على كثرتها لم تعد تشكل أية قوة تأطيرية أو اقتراحية لمواجهة أي خطر يهدد البلاد، ولا تعول الدولة عليها مستقبلا، اللهم ما تقدمه من برامج انتخابوية، مشحونة بلغة الخشب، وبمنطق كل يسوط على كبالتو بطريقتو.
سؤال حزبي يكشف بالملموس، أن كافة الأحزاب سواسية، كأسنان المشط، لا فرق بين جديدها ولا قديمها، سوى ما تحتفظ به من رموز وشعارات يتم تحيينها عند كل استحقاق انتخابي لاستمالة الناخبين، بل إن الواقع أظهر جليا أن أحزابنا "ما بقا فيها فيها علاش تعول"، ولولا الجهود التي تبذلها السلطات للتغلب على هذه الجائحة  لكانت الكارثة أعمق.
سؤال حزبي يكشف بالملموس ألا حزبا مغربيا خرجت اطره وقواعده للشارع للانخراط في حمل سلاح  التضامن  والتوعية في هذه الحرب الوبائية، اللهم خططها المؤجلة التي تدخرها لزمن الإنتخابات.  
 ترى هل آن الآوان  للإعلان عن الأحزاب المغربية "مختفون" ؟ أم أن في الأمر تحامل مبالغ فيه، لأنها كانت تشتغل ليل نهار، مشكورة، لإنقاذ المغرب من هذا الوباء، وأن اختفائها أملته الضرورة القصوى، اولا لكي تتجنب العدوى، وثانيا لتركز في خلوتها أكثر على الانتخابات المقبلة.