الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس: رحيل العثماني لقاح أولي لمحاربة تفشي كورونا بالمغرب

أحمد فردوس: رحيل العثماني لقاح أولي لمحاربة تفشي كورونا بالمغرب أحمد فردوس

من المؤكد أن رئيس حكومتنا المبجل، الحامل للقب البروفيسور العثماني يا حسرة، ساهم بأسلوبه، وطريقته الخاطئة في التعاطي مع موضوع وباء كورونا في انتشار وتدحرج كرة الثلج، وساهم بشكل كبير في صناعة البؤر الوبائية، لأنه يؤمن أشد الإيمان بـ "أن الصحة في يد الله"، ويكفي الشعب قراءة المعوذتين، والإكثار من الأدعية الصباحية لتحصينه ضد الجائحة عن طريق صراخ المشعوذين.

 

لقد اقتنع الشعب، بأن رئيس حكومتنا البروفيسور العثماني منذ استقباله لأول حالة وافدة على المغرب في شهر مارس الفارط،، ومن هم على شاكلته الضعيفة طبعا، بأن كل النماذج الفاشلة التي تتشابه في زمن الردة السياسية يجب أن ترحل عن المشهد الوطني، وتترك الشعب يختار من يدبر شأنه الوطني دون متاجرة و استغلال سياسوي مغلف بالدين.

 

التعاطي الفاشل، لرئيس الحكومة الذي يعتبر بقوة دستور المملكة ثاني منصب بعد المؤسسة الملكية، شيد مع محيطه الأغلبي جسرا ومعبرا للمتاجرة بالوباء وتسييسه في زمن كورونا، وخلق بؤرا للفساد، وأنعش بؤرا للانتهازية، وأعاد القوة لبؤر المحسوبية، وضخ الحياة من جديد في بؤر الاتكالية المفرطة.

 

السؤال المقلق والحرج، هو: لماذا يفتقد رئيس حكومتنا مثل سابقه بنكيران، القدرة على أن يصر ويترافع ويتقاتل مع أغلبيته الحكومية من أجل إنعاش الحياة في قطاع الصحة العمومية ومستشفياتها البئيسة التي تحولت اليوم إلى بؤر حقيقية؟ ولماذا يتهرب من تحفيز وتعزيز الموارد البشرية بالبنيات التسقبالية، والأطقم الطبية والصحية التي تواجه كورونا كل ساعة بدون أسلحة مادية ومعنوية ونفسية؟

 

ما هي معالي رئيس الحكومة، مجهودات نتائج تعديل أرقام ميزانية 2020 في زمن كورونا، وانعكاساتها الإيجابية على القطاع العمومي، وخاصة بقطاع الصحة البئيس الذي يعاني من الموت السريري منذ مجيئكم؟ كم عدد مشاريع المستشفيات والمراكز الصحية، والمختبرات العلمية، التي برمجتها الحكومة السابقة و الحالية لتوسيع وعاء التغطية الصحية وحماية المواطن من الأوبئة وتحصين حقه في الحياة والصحة وتشجيع البحث العلمي؟

 

ألم يكن بمقدور رئيس الحكومة العارف بالله، والذي أدى قسم خدمة الملك والوطن، أن يستوعب معنى الدرس الكوروني، ويستبق الزمن لتطويق الوباء بالعلم والمعرفة والإصغاء لصراخ ونداءات المتخصصين في الحقل العلمي والطبي الذين بحت حناجرهم من أجل تحقيق مطلب مجانية الكمامات، وفتح مختبرات جديدة للتحاليل المخبرية بالمجان في كل العمالات والأقاليم لمعرفة حقيقة انتشار الوباء في صفوف المواطنات والمواطنين؟

 

إن معالي رئيس حكومتنا المبجل، كان سببا رئيسيا في تصاعد أرقام الإصابات بمرض كورونا، بعد أن نجح في صناعة وإنعاش بؤر الوباء بمختلف الأقاليم والعمالات بسبب قراراته العشوائية والارتجالية (إغلاق المدن، عدم إلغاء شعيرة عيد الأضحى..) التي جعلت المغرب بين مطرقة الوباء وسندان متطلبات محاصرته بعد أن وقعت الفأس في الرأس والنتيجة تؤكدها المعطيات الواقعية هنا وهناك.

 

اليوم معالي رئيس الحكومة كل الأطقم الطبية والسلطات العمومية والمواطنات والمواطنين المعنيين بمرض كورونا.. الكل يعاني من هاجس تأخر الكشف عن نتائج التحاليل المخبرية التي تتراكم في مختبرات التحاليل، وأضحت تتطلب أسبوعا كاملا لإعلان النتائج، والسبب قلة المختبرات والضغط على الموارد البشرية القليلة المتخصصة في الحقل المخبري..

 

لقد أصبتم معالي رئيس الحكومة الشعب المغربي بالتخمة في معدته الجوعانة، جراء تقديمكم لأصناف أطباق "الوصفات" الفاقدة للشهية ولذة الحياة، والمفتقدة لمفهوم الحق في الصحة منذ احتلالكم لكرسي الرئاسة، وتكتفون بإمطار الشعب كل يوم بالقرارات التي تلغي أخرى، وبأرقام الإصابات المؤكدة وتصاعد أعداد الوفيات، وكأن الإنسان خلق من أجل ممارسة رياضة الصبر وتحمل مصائبكم التي لا تنتهي.. في انتظار الفرج.

 

لقد وضع ملك البلاد رهن إشارتكم كل الإمكانيات لمواجهة الجائحة، وأخرج أسلحة الحرب ضد كورونا من ثكناتها العسكرية والأمنية والإدارية، وفضل الإنسان على اقتصاد البلاد، في حين أظهرتم أنتم ومن على شاكلتكم، على أنكم فاشلون، وغير قادرين على خدمة شعب مكافح، وصبور، ووطني.. وفضلتم البحث عن مخرجات لإسكات وإرضاء قطاعات تكالبت على ضرب كل المؤسسات العمومية (صحة وتعليم..) وقدمتم لها موارد مالية كان من الأجدى أن تستثمر في خلق بنيات استشفائية وصحية وطبية لخدمة الحق في الصحة.

 

لن نقبل منكم رئيس حكومتنا، أن تحولوا أرض المغرب، إلى مناطق وبائية أكثر خطورة من كورونا، ومجالات جغرافية تشكو من بؤر وبائية تقتات من المال العام على حساب حقوق المواطنات والمواطنين التي يكفلها دستور المملكة، والذي يحتاج لقلوب رجالات وطنيين تنبض إخلاصا ووفاء، لترجمة مضامينه وأهدافه التنموية التي تعود على الإنسان والوطن بالخير والنماء المنشود بقيادة ملك كان صريحا معكم في خطاب العرش.