الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

حسن المودن يضيء المسافة بين التحليل النفسي والأدب في "مدارات" التهاني

حسن المودن يضيء المسافة بين التحليل النفسي والأدب في "مدارات" التهاني الناقد حسن المودن (يسارا) والزميل عبد الإله التهاني

استضاف برنامج "مدارات"، الذي يعده ويقدمه على أمواج الإذاعة الوطنية الزميل عبد الإله التهاني، مساء السبت 04 يوليوز 2020، الناقد والباحث الأدبي حسن المودن.

 

وتناول الناقد حسن المودن، في الحلقة الجديدة من البرنامج، مشواره النقدي بالمقاربة النفسية للنصوص الأدبية، موليا جل اهتمامه بمناهج التحليل النفسي وعلاقتها بالأدب، سواء عن طريق ما أنجزه من ترجمات لأهم النقاد وعلى رأسهم الناقد الفرنسي بيير بيار، أو ما قدمه من قراءات في الأعمال الأدبية، والذي جاء بالجديد بالعودة إلى النصوص الأدبية، حيث مكنته من أن يستمد شيئا جديدا في الأدب وأن ينتج نظريات نفسية حديثة في التحليل النفسي.

 

وقال حسن المودن إن التحليل النفسي يساعد على إعادة قراءة الرواية العربية من المنظور النفسي الجديد لاكتشاف أشياء جديدة داخلها، متابعا أن فرويد أسس مفاهيم أساسية في التحليل النفسي، انتقلت بعد ذلك إلى النقد الأدبي، وهناك دائما عودة إليه. موضحا أن فرويد هو الذي قرأ الأدب من زوايا متعددة ومختلفة؛ درس الكتاب والشعراء، درس النصوص والأعمال الأدبية في حد ذاتها، درس تأثيرات الأدب والأعمال الفنية. فهناك دوما، وفق المودن، عودة إلى فرويد، عندما كان النقد البيوغرافي هو السائد، كان النقد النفسي يدرس لاوعي الشعراء والكتّاب؛ وعندما ظهر النقد البنيوي، انتقل النقد النفسي إلى دراسة لاوعي النص الأدبي؛ ثم أصبح فيما بعد انشغال النقد النفسي هو هذا التفاعل بين النص ولاوعي القارئ.

 

وتحدث الناقد المودن عن كتابه "الرواية العربية من الرواية العائلية إلى محكي الانتساب العائلي"، والذي حصل بفضله على جائزة كاتارا لسنة 2016، مشيرا إلى العلاقة بين أعضاء العائلة ومسألة العلاقة بالآخرين داخل الوسط العائلي وداخل المجتمع.

 

وقال في هذا السياق، إن التحليل النفسي للأدب كشف أن الإنسان العربي يغادر العالم العائلي إلى العالم الخارجي الجديد لكنه يظل بين الاندهاش بهذا العالم الجديد دون أن يستطيع الانفصال عن العالم القديم. فيبقي موزعا وممزقا بين العالمين، فلا هو عرف كيف يبني عالما عائليا جديدا، ولا هو عرف كيف يحافظ على عالمه العائلي الأصلي، وتلك ربما روايتنا العائلية جميعا وإلى اليوم.

 

ويتابع المودن أن محطة محكي الانتساب العائلي بدأت تتأسس منذ ثمانينات القرن الماضي مع نصوص من المغرب وتونس والكويت وبلدان عربية أخرى بلا شك.. وما يميزها هو هذه الذات التي تعود إلى عالمها العائلي الأصلي لتسائله من جديد: تسأل عن الآباء والأجداد، وتمارس البحث في الأصول والفروع، وتحفر عميقا في الإرث العائلي.

 

وختم الناقد حسن المودن قائلا بأنه يشتغل على عقدة الإخوة/ الأبناء أو الإخوة/ الأعداء في النصوص الدينية.. وفي النصوص المسرحية وفي النصوص الروائية، وهي أهم في نظره من عقدة الأب أو الأم.