الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

كوكاس يرصد العلاقة بين الصحافة والأدب والفكر في "مدارات" التهاني

كوكاس يرصد العلاقة بين الصحافة والأدب والفكر في "مدارات" التهاني عبد العزيز كوكاس (يمينا) وعبد الإله التعاني

حل الكاتب والصحافي عبد العزيز كوكاس، مساء يوم السبت 30 ماي 2020، ضيفا على برنامج "مدارات"، الذي يعده ويقدمه الزميل عبد الإله التهاني، عبر أثير الإذاعة الوطنية بالرباط، تضمن جوانب من تجربة عبد العزيز كوكاس في الكتابة والسرد، وتأملاته في قضايا فكرية وأدبية، وانطباعاته حول شخصيات ثقافية مغربية بارزة .

"أنفاس بريس" تنقل للقراء أهم خلاصات هذا الحوار...

 

في البداية كشف الكاتب والصحافي عبد العزيز كوكاس الذي "مارس "صاحبة الجلالة" كاتبا ومحللا"، أنه يتابع برنامج "مدارات" بعشق. لأن ولع عبد العزيز كوكاس بالصحافة كان مبكرا وعشق "الصحافة في وقت مبكر، ومن الكتاب الذين فتنوا بتراث الأدب والفكر الإنساني"، لأنه يؤمن حقيقة بأن "أجمل من فهم الشعراء هم الفلاسفة"، مؤكدا أن "العلاقة بين الصحافة والأدب والفكر هي علاقة غير متوازنة". موضحا في هذا السياق بأن "الصحافة مبنية على السرعة في الإنجاز، وهي بضاعة سريعة التلف، تشتغل وفق ميكانزمات ماكينة كبرى تحتاج للدوران، وتهتم بالجزئي"، في حين أن "الأدب رديف التأمل والتأني، ويخاطب فئة محددة لكنه يقصد العام والجوهري".

 

واعترف ضيف الزميل عبد الإله التهاني بأنه "يصاب بالحسرة حينما يقف على مشاريعه الكثيرة التي ظلت مؤجلة بفعل انغماسه في الصحافة" التي وصفها بـ "الأكالة والغوالة" التي "تبتلع الأديب والمفكر"، -حسب وصفه- لأن الصحافة "فوتت عليه تفرغه لإنجاز عدة مشاريع" على اعتبار أن الأدب "يحتاج إلى وقت أطول وتفرغ كبير".

 

"لقد انغمست بشكل كبير في الصحافة على حساب الأدب"، يقول ضيف مدارات، واصفا ذلك بالقول إن "الصحافة تبتلع وتمتص وقتك، لا تترك لك الوقت للكتابة"، لذلك يستجمع الكاتب كوكاس أنفاسه ويكشف عن أنه قرر "الابتعاد قليلا عن الصحافة لكي يتفرغ للإبداع لعله يعيد الوهج لهذا المسار في حياته".

 

واعتبر كوكاس أن مؤلفه "ذاكرة الغياب" رواية "خرجت في ظروف عدم الاستقرار الوظيفي".. حيث سيستحضر في سياق رحاب الفكر والأدب تأثره بكتابات كل من قاسم حداد وسليم بركات، وأحمد المديني، كاشفا على أنه "متخصصا في الشعر وعاشقا للرواية ومفتونا بالسينما".

 

نص "سطوة العتمة" يمثل للكاتب "عتمة داخلية تتمثل في ما سرقته منه مهنة الصحافة".. وتحدث عن تجريب "المحكي الشعري" على اعتبار أنه " توليف فيه التجريب، وليس اللعب المجاني... اللعب لإعادة تفكيك الوجود". فالنص يضج بالتقاط التفاصيل الصغيرة، ونوع من الانفلات للتحولات الكبرى في زمن الوجبات السريعة، بعد أن أصبح كل شيء قابل للتلف".

من هنا يتساءل الكاتب عبد العزيز كوكاس قائلا: "كيف يمكن للأدب أن يلتقط التفاصيل الجوهرية وهو قابل للتلف بسرعة؟"

هل الصحافة جنت على عبد العزيز كوكاس؟ يؤكد الضيف بأن "الصحافة أنهكتني" لكنه بالمقابل يوضح قائلا: "ليس لدينا تأمين في الحياة الأدبية" رغم أن "الأديب هو ما يحفظ وجدان الأمة ...لذلك انتصر للأديب في ذاتي"

 

بوح الصحافي كان مؤلما وقاسيا، لكنه يكشف عن معدن قلم رصاص عبد العزيز كوكاس بالقول "اشتغلت في الصحافة بالمجان، بدون أجر، والدليل أنني كنت أكتب باسم مستعار (أبو أحلام)، وبالنسبة لتحديد أجري بالجرائد التي اشتغلت فيها كان أخر شيء أفكر فيه".

وتساءل الكاتب عبد العزيز كوكاس على مستوى التحولات والصراع "هل نحن محظوظين، كوننا نعيش في قلب الجائحة"، حيث يعتقد أننا نعيش "لحظة بداية الوباء وسنتعايش معه... وأن الكثير مما كان بين أيدنا سينهار..لأن العالم سيعرف تحولات كبيرة بعد جائحة كورونا". لكنه أشار إلى أن "الأحداث الكبرى ليست بالضرورة أن تؤدي إلى تحولات كبرى"، رغم أن اليوم، يقول عبد العزيز كوكاس "هناك بعض معالم التغيير قد بدأت... الصين قادمة بقوة لقيادة العالم باعتبارها رقما لا يمكن تجاوزه.. ومسار العالم لا يمكن أن يبنى بدون الصين".. وأضاف بأن "هناك عالم جديد يصحو"، دون أن يغفل طرح الأسئلة التالية: هل سنكون أمام قطبية جديدة؟ هل سيسير العالم نحو عالم تضامني؟ أم في اتجاه أكثر فردانية وتوحشية؟ هل أمريكا سوف تفرط في قيادتها للعالم؟

 

"كل شيء منفتح"، يقول الكاتب والصحفي عبد العزيز كوكاس.

 

وشدد الكاتب كوكاس على أن درس كوفيد ـ 19 قد "فرض على البشرية التعلم عن بعد، والعمل عن بعد... كل شيء بعد، مما يؤكد أن هناك تغييرا كثيرا سيطال القيم".

 

واستحضر لقاء برنامج "مدارات" علاقة عبد العزيز كوكاس بالكاتب أمين الخمليشي من خلال "إهداء خاص في كتاب"، حيث كانت وقفته تتميز بثقافة الاعتراف "أمين الخمليشي شعلة أدبية... هو الذي وطد علاقتي بالأدب عبر مجموعته القصصية، وفتح عيني على النصوص الأدبية تنظيرا وإبداعا، حيث تقاسمنا العديد من محكياته الخاصة... وكانت توجيهاته دائما سديدة".

 

في ختام حوار مدارات الزميل عبد الإله التهاني بسط هذا الأخير ثلاثة أسماء/ شخصيات أمام الصحافي والكاتب عبد العزيز كوكاس ليجيب عنها باختصار:

ـ عبد الله الستوكي: القلب الكبير، العصامي، المتعدد

ـ مصطفى المسناوي: الكاتب الكبير، الناقد السينمائي والقاص المبدع.. غيابه خسارة

ـ مصطفى اليزناسي: صحافي جمع بين الحس الصحافي والنضالي والحقوقي...