رجل كبير وقائد تاريخي وزعيم حقيقي من طينة العظماء يرحل عنا إلى دار البقاء.
ألتمس بعض العزاء في مراثي كبار الشعراء.
أتذكر قول ابن المعتز:
هذا أبو العباس في نعشه
قوموا انظروا كيف تَسيرُ الجبالْ
وقول عبدة بن الطبيب:
وما كان قيسٌ هُلْكُهُ هُلْك واحد
ولكنه بنيان قوم تَهدَّما
وقول النابغة الجعدي:
فتىً كان فيه ما يَسُرُّ صديقَهُ
على أنَّ فيه ما يَسُوءُ الأعاديا
وقول يحيى بن زياد الحارثي:
وما كنتَ إلا السيفَ لاقى ضَريبة
فقطَّعها ثم انثنى فتقَطَّعا
وقول الغَطَمَّش:
أقولُ وقد فاضت بعينَيَّ عَبْرة
أرى الأرضَ تبقى والأخلّاءُ تَذهبُ
وقول البراء بن ربعي:
أولئك إخوان الصفاء رُزئْتُهمْ
وما الكفُّ إلا إصْبَعٌ ثم إصبعُ
وقول أشجع السلمي:
كأنْ لم يمتْ حيٌّ سواك ولم تَقُمْ
على أحَد إلا عليك النوائحُ
لَئنْ حَسُنَتْ فيك المراثي وذكْرُها
لقد حَسُنتْ منْ قبْلُ فيك المدائحُ
وقول منصور النميري:
فإنْ تَكُ أفنتْه الليالي فأوشكَتْ
فإنّ لهُ ذكْراً سيُفْني اللياليا
وقول أبي يعقوب إسحاق بن حسان الخُرَيْمي:
ولو شئتُ أن أبكي دماً لبكيتُهُ
عليه ولكنْ ساحة الصبر أوسعُ
رحم الله زعيمنا الخالد عبد الرحمان اليوسفي...