الخميس 25 إبريل 2024
كورونا

في ندوة افتراضية..." كورونا" على طاولة فعاليات طبية

في ندوة افتراضية..." كورونا" على طاولة فعاليات طبية جائحة كورونا
أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية بمناسبة تنظيم الجمعية ندوة افتراضية موجهة للعموم مساء الخميس 21 ماي 2020، بشراكة مع وزارة الصحة والجمعية المغربية لطب الأطفال والجمعية المغربية لطب المواليد والجمعية المغربية للطب النفسي للطفل والمهن المساهمة والجمعية المغربية للطب النفسي، وخصصت الندوة حسب التقرير الذي توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه، لمناقشة صحة الأم والطفل والصحة العقلية والنفسية خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، فأوضح الدكتور مولاي سعيد عفيف أن المواطنين في حاجة إلى حملات تحسيسية وتواصلية طمأنتهم وتبديد مخاوفهم التي ولّدها فيروس كورونا المستجد، مما أدى إلى إحجام الكثيرين عن التوجه إلى المستشفيات العمومية والعيادات والمصحات لمتابعة وضعهم الصحي والعلاج من أمراض أخرى، تعتبر أشدّ ضراوة وخطورة، وتحتاج إلى الاهتمام الكبير والرعاية تفاديا للمضاعفات الصحية الوخيمة التي قد تتسبب فيها.
وأضاف أن الحديث اليوم عن القطاع الصحي يشمل المنظومة بكل مكوناتها دون استثناء أو تمييز أو فصل، بالنظر إلى أن جميع مهنيي الصحة بالقطاع المدني، العام والخاص، والقطاع العسكري، مجندون لمواجهة الجائحة الوبائية وللإجابة عن الاحتياجات الصحية للمواطنين من مختلف الأعمار، نساء ورجالا، المرتبطة بأمراض أخرى، التي تواصل حضورها ولا يجب أن يحجب واقعها وحقيقتها فيروس كوفيد 19.
وأبرز المتحدث أن العمل الجبار الذي تم القيام به بتنسيق بين وزارة الصحة والجمعيات المختصة في طب الأطفال، مكّن من رفع معدل تغطية التلقيح من 63 إلى 93 في المئة، إذ تبدّد التخوف الذي كان يرخي بظلاله على الآباء والأمهات في بداية الجائحة الذي كان قد دفعهم إلى تأجيل خطوة التلقيح بالرغم من خطورة أي تأخير فيها، التي قد تتسبب في مضاعفات صحية وخيمة، مشددا على أن التواصل الجاد والمسؤول كفيل برفع كل لبس وغموض ويمكّن من تحقيق النتائج الإيجابية المرجوة، ومن بينها الحفاظ على صحة الرضع أقل من 18 شهرا، وحتى الذين تتجاوز أعمارهم هذا السن، كما ان الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة هم أيضا يجب عليهم مراقبة وضعهم الصحي والاهتمام به تفاديا لكل تبعات سلبية غير مرغوب فيها.
وفي نفس السياق أكدت أمينة بركات، رئيسة مصلحة طب وإنعاش المواليد الخدج بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط من جهتها ، أنه جرى تسجيل إصابة أربعة مواليد جدد مصابين بفيروس كورونا المستجد، لم تكن تظهر عليهم أية أعراض، وتبين إصابتهم بناء على نتائج الاختبارات التي خضعوا لها وقد تعافوا من بعد يوجدون الآن في صحة جيدة. وأضافت المتحدثة أنه تم استقبال العديد من النساء الحوامل اللواتي يوشكن على الوضع وهنّ في مراحل متقدمة، اللواتي حال الخوف من الإصابة بالعدوى دون توجّهن إلى المستشفى باكرا، مما عرّض صحتهم وصحة أجنّتهن للخطر، مشددة على أنه تم إحداث مسالك ومسارات خاصة بالنساء الحوامل في كل البنيات الصحية، ويتم التمييز بين الحالات المشكوك في إصابتها بالفيروس أو المؤكدة وبين باقي المرضى، تفاديا لانتقال العدوى، مؤكدة أيضا على أن مهنيي الصحة على وعي تام بكيفية التعامل مع كل حالة، وبالتالي فلا يجب أن يبقى الخوف يشكل هاجسا للحوامل اللواتي ينبغي أن يتابعن حملهن بكيفية عادية وطبيعية دون وجل.
وشدّدت بركات على أن حليب الأم ليس بناقل للعدوى في حالة ما إذا كانت مصابة بالفيروس، وبأنه لاتوجد أية دراسة علمية تؤكد خلاف ذلك لحدّ الساعة، وهو ما يشجع على إرضاع الأم لمولودها، مع اتخاذ التدابير الوقائية المتعارف عليها التي أصبحت اليوم اعتيادية، من قبيل التباعد ووضع الكمامة وغسل اليدين والتعقيم وغيرها من الإجراءات الحاجزية، مبرزة أن الرضيع يجب أن يخضع للتلقيح بعد ولادته وفقا للبرنامج الوطني للتمنيع لما يشكله له من حماية في مواجهة الأمراض المختلفة، مؤكدة على أن الرضع والأطفال لا يجب أن يكون ضحايا للكوفيد ولا وجها من أوجه.
وأكد رشيد بزاد مدير مستشفى الولادة الليمون بدوره على أن علاج الأمهات والمواليد الجدد يعتبر أولوية ولا يجب أن تعترضهم أية صعوبات لتحقيق ذلك، مشددا على أن المؤسسات الصحية والاستشفائية عموما، قد عملت على إعادة تنظيم عملها من أجل تأمين الخدمات الصحية وضمان مواصلة كل البرامج الصحية للحيلولة دون توقفها..
وأوضح الطيب حمضي، رئيس نقابة الطب العام في المغرب، أن امرأة من بين 4 حوامل تأتي متأخرة إلى المستشفى أو المصحة من أجل الولادة، خلال فترة الحجر الصحي، وبأن الخوف من فيروس كورونا المستجد حال دون توجّه 50 في المئة من المصابين بجلطات دماغية إلى المؤسسات الصحية، مؤكدا على أنه من غير المنطقي تقبل وضع مماثل، لأن حياة العديد من المواطنين هي على المحكّ، وهم عرضة لمضاعفات صحية وخيمة ومفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها القاتمة. وأبرز حمضي أن الفيروس لا ينتقل بطريقة عمودية من الأم إلى الطفل، في حين أنه يمكن أن ينتقل عن طريق الأيدي والتنفس مما يحتم ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية، مشددا على أنه لحدّ الساعة لم تتأكد إمكانية أن تتعرض الحامل المصابة بالفيروس للإجهاض أو أن تلد قبل الأوان، أو أن يتسبب الكوفيد في تشوّه الجنين، لأنه لا تتوفر معطيات ثابتة في هذا الباب.
وفي موضوع آخر غير بعيد، أكدت رجاء الصبيحي، الرئيسة المؤسسة للجمعية المغربية للطب النفسي عند الأطفال، أنه لا صحة بدون صحة نفسية، وممارسة سيكولوجية جيدة واندماج فعلي في المجتمع، مشيرة إلى أن الحجر الصحي أثر على الأطفال، إذ لا يتم إعارة هذه الفئة الانتباه الكافي ويتم تهميشها، وهي عرضة للعنف سواء المباشر أو غير المباشر، باعتبارها شاهدة على وقائعه بين الأزواج. وأوضحت الصبيحي، أن الطفل بات جنبا إلى جنب مع المعتدي بسبب الحجر الصحي، مشيرة إلى أن أكثر من 7 في المئة من الأسر التي شملتها دراسة حول تأثيرات وضعية الطوارئ الصحية، أكدت أنها تعاني من القلق، وهو ما قد يترجم إلى عنف مادي أو معنوي على الأطفال،
ووقفت من جهتها، سريا الدغمي، الكاتبة العامة للجمعية المغربية للطب النفسي عند الأطفال، عند تبعات الحجر الصحي عند المصابين بالتوحد والذين يعانون من فرط الحركة، مبرزة أن إغلاق المؤسسات التعليمية والجمعيات والفضاءات الخاصة بهذه الفئة، ساهم في رفع منسوب الضغط والقلق عليها وعلى الأسر داخل المنازل، بفعل ابتعاد هؤلاء الأطفال عن الأصدقاء والأجواء التي ألقوها والتي تخفف من الضغط عليهم.
وتجدر الإشارة أن هذه الندوة الافتراضية قام بإدارة أطوارها وتنشيطها كل من الدكتور مولاي سعيد عفيف رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، والدكتور حسن أفيلال رئيس الجمعية المغربية لطب الأطفال، والدكتور أحمد يحيان، مدير مديرية السكان بوزارة الصحة، إلى جانب الدكتور بنبراهيم ابراهيم رئيس الجمعية المغربية للصحة النفسية، والدكتورة الخمليشي نوال رئيسة الجمعية المغربية للطب النفسي عند الأطفال، وكذا الدكتور عبد الإله الشنفوري نائب رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، الذين شددوا على أهمية العمل جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة وأكدوا على ضرورة احترام التدابير الوقائية بالموازاة مع الحرص على الاهتمام بصحة المواطنين والمواطنات، كما كان معمولا به في السابق قبل وصول الكوفيد، تفاديا للمضاعفات الوخيمة للأمراض المزمنة كما جاء تنظيم هذه الندوة بحمولتها العلمية، نظرا لأولوية وضرورة وأهمية العناية والاهتمام بصحة الأم والطفل، خاصة في ظل تراجع معدلات المتابعة الطبية والفحوصات، كما هو الشأن عند الحوامل، إلى جانب الأهمية القصوى التي يجب منحها للصحة النفسية، سواء عند الصغار أو الكبار، في وضع مماثل لما يعيشه المغرب والعالم أجمع، في ظل الحجر الصحي الذي فرضته الجائحة الوبائية لفيروس كورونا المستجد.