الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

لزرق: الاتحاد الاشتراكي ورقصة الديك الأخيرة

لزرق: الاتحاد الاشتراكي ورقصة الديك الأخيرة رشيد لزرق
أعتقد أن الاتحاد الاشتراكي بمشاركته في الحكومة انطلاقا من وزارة العدل، عبر أن لا زاد قانوني أو حقوقي له، باستثناء خضوعه لإدريس لشكر، الذي حاول تمرير قانون منفصلا عن الخط الحقوقي، ومتعارض مع التعاقد الدستوري، وبالتالي كرس التخبط، والانفصال عن الجيل الجديد الذي يشعر بالضيق من القوى الحزبية الشعبوية.
لقد ورّط لشكر حزبا بتاريخ كبير وقيادات صغيرة، بدون حس وطني لها تفتقد حتى لزاد معرفي.
فقد كان مأمولا في الاتحاد الانحياز مع المسألة الحقوقية والاجتماعية، والاصطفاف إلى جانب المهمّشين والمضطهدين اجتماعيا، والتصدّي لمخططات النكوص الحقوقي والاحتكار الاقتصادي.
لكن للأسف أضاع الاتحاد فرصة الاصطفاف إلى جانب القوات الشعبية وهي الفئة العريضة التي تجب تعبئتها من أجل مطالب اجتماعية واقتصادية عادلة، وتورّط الحزب في تحالفات تكتيكية باللعب بين قوي التدين السياسي وقوى الاحتكار الاقتصادي وأصبح يرسم خطوط التماس السياسية وفق عداواتٍ حزبيةٍ أو شعاراتٍ سياسية تتعمد تغييب الأساس الحقوقي و الاجتماعي، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال أداء الاتحاد الذي عجز عن التحوّل إلى صوت القوات الشعبية المقهورة.
ولعل هذا الانهيار السياسي يعود أساسا إلى السلوك السياسي لقيادات متكلسة تتسابق لتوريث و تثبت الأبناء، في وقت كان عليها الانشغال بضرورة العودة وتحقيق التوازن.
وهنا ينهض السؤال كيف للاتحاد أن يستعيد يساريته، ويعود للفكرة الاتحادية التي قامت على أساس التعاقد مع القوى الشعبية في مواجهة انحرافات سياسوية متخلفة، تقوم على تحالفات مشبوهة، جعلت قيادته تعقد تحالفات مصلحية شخصية، لتدخل في خانة يسار انتهازي بالمعنى الماركسي للكلمة، ويفضى بها، في النهاية، إلى الاضمحلال السياسي
رشيد لزرق، أستاذ القانون العام، وخبير دستوري