الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: أختلف مع مقال أريري حول الحركة الأمازيغية من هذا المنطلق

الحسن زهور: أختلف مع مقال أريري حول الحركة الأمازيغية من هذا المنطلق الحسن زهور
أولا، أحترم الأستاذ عبد الرحيم أريري، نظرا لمواقفه الديموقراطية عموما ولمواقفه الإيجابية اتجاه الأمازيغية خصوصا، تجلت في تسمية بعض أبنائه - على ما اعتقد - باسم أمازيغي تضامنا مع بعض النشطاء الامازيغ الذين منعت وزارة الداخلية تسجيل ابنائهم بأسماء أمازيغية (وهذا موقف ديمقراطي شجاع)، إضافة الى مواقفه الديموقراطية التي سجن بسببها.
في مقاله الاخير "فصل المقال في وجود الامازيغ في قلب القرار السياسي و الحكومي"،اكتفي في نقاشي للأستاذ و الصحفي أريري من مقدمته التي بدأ بها مقاله و التي انبنى عليه كل ماورد فيها، بدأ مقاله بـ:
" إذا كان الأمازيغ يتحكمون في القرار السياسي والحكومي والترابي والعسكري والقضائي، أي في القرار الاستراتيجي للبلاد، هل يبقى من حق أي جمعية أو فرد أو شبكة الادعاء أن الأمازيغ «محكورون» و«مقصيون» و«مبعدون» و«مهمشون»؟ " .
القاعدة التي انطلق منها الاستاذ هي قاعدة خاطئة، لسبب بسيط لانها انطلقت من اللغة و العرق، وليس من الثقافة، وهذا هو الفرق بين ما كتبه الأستاذ اريري في مقاله هذا وبين منطلقات الحركة الثقافية الأمازيغية في كل ادبياتها التي تعتمد على الموقف الثقافي.
الحركة الثقافية تنطلق من منطلق ثقافي للهوية لذلك فهي لا تميز بين المغاربة ( فكلهم امازيغ ثقافة وليس عرقا) لذلك يبقى موقف المثقف او السياسي المغربي من الأمازيغية هو مقياس ديموقراطيته ووطنيته سواء كان هذا المثقف او السياسي ناطقا بالعربية أو الامازيغية.
فمثلا نجد أن الكثير من الزعماء الاتحاديين واليساريين هم "امازيغ" لغة لكنهم يعادونها اشد العداء باسم عروبة القومية العربية، و هو نفس ما يفعله الاسلاميون "الامازيغ" اليوم سواء السلفيون أو العدليون أو إسلاميو العدالة و التنمية... أي العداء للأمازيغية باسم العروبة والاسلام.
فالأستاذ أريري اعتمد على اللغة بدلا من الثقافة، صحيح أن أكثر الزعماء هم " أمازيغ" لكن أغلبهم يعادي أو يتجاهل الأمازيغية بسبب مواقفه الايديولوجية القومية او الإسلامية. لنأخذ مثلا من التاريخ الاسلامي، فابو لهب مثلا هو عم الرسول من دمه ومن لحمه لكنه يعتبر من اعدى اعداء الرسول والاسلام، ولم تمنعه القرابة الدموية والأسرية من معاداة الرسول أشد العداء.
والمتتبع للصحف الوطنية هذه الأيام يلاحظ أن بعض الصحف أشارت في بعض اعدادها إلى "سيطرة" الامازيغ على بعض الاحزاب الفاعلة في الساحة (السادة لشكر، وهبي، اخنوش، العثماني) وهو تصنيف يعتمد على العرق وليس على المواقف السياسية والثقافية، فماذا قدم هؤلاء للامازيغية؟؟
ورغم خلافي مع الأستاذ أريري حول ما ورد في المقال، يبقى صحفيا ومثقفا ديموقراطيا، وماضيه الحقوقي اتجاه الأمازيغية يحسب له كمناضل ديموقراطي.