الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

شيوخ فن "العطية" يعبدون الطريق للشباب لامتطاء صهوة "لوتار" بأسفي (مع فيديو)

شيوخ فن "العطية" يعبدون الطريق للشباب لامتطاء صهوة "لوتار" بأسفي (مع فيديو) الشيخ جمال الزرهوني مع صورة المواهب الواعدة لفن العيطة بأسفي

"الفكرة كانت حلما وتحققت على أرض الواقع بفضل تكاثف جهود وإصرار شيوخ العيطة على تعبيد الطريق للشباب العاشق للموروث الثقافي الشعبي، من أجل إحداث مدرسة تعليم وتلقين أصول فن العزف والطرب والغناء العيطي"، هكذا تحدث الشيخ جمال الزرهوني عن مشروع المدرسة الفنية التي استقطبت عددا مهما من شباب مدينة أسفي .

 

كان موعد تتبع وتغطية ورشة العزف والغناء محددا من طرف جريدة "أنفاس بريس" بتنسيق مع جميعة عبدة لشيوخ العيطة، حيث استنفر كل من حسين الزرهوني ورشيد لميح  الملقب (برشيد عابدين)، بتوجيه من الشيخ جمال الزرهوني، كل طاقاتهما لتعبئة الشباب للحضور في الوقت المحدد بدار السلطان التابعة لمديرية وزارة الثاقفة.

 

سكون الليل منح لجدران وأبواب قاعة "الدرس" الجميلة التي تروي تاريخ هندسة ومعمار حضاري غاية في البهاء والأناقة كي تسترق السمع على نغمات عزف "مساوية لوتار" وضبط " إيقاع الميزان" بمختلف أحجام الآلات الوترية والإيقاعية، بعد أن استوى شباب المدرسة فوق مقاعدهم لتقديم ما بجعبتهم من فنون تراث فن العيطة ونصوصها الخالدة التي رددها الرواد فطاحلة العيطة الحصباوية... شباب عبدي مفعم بالأمل والحيوية يمتطي صهوة لوتار للتنافس على إجادة العزف والغناء أمام شيوخ العيطة لتسجيل حضورهم بكل ثقة في النفس بعد اختيار مستقبلهم ومشوارهم من خلال الموروث الغنائي العيطي.

 

"نحن اليوم نشعر بالفخر والاعتزاز لانتمائنا لمدرسة جمعية عبدة لشيوخ العيطة، برئاسة الشيخ جمال الزرهوني، وأصبحنا جزء أساسي من مشروع تراثي واعد يستحق الاجتهاد والمساندة والدعم من طرف الجهات الوصية على التراث المغربي وثقافته الشعبية"، يقول مجموعة من تلاميذ المدرسة.. والذين "نوهوا بالطريقة التي يتعامل بها معهم كل من الإطارين رشيد لميح وحسين الزرهوني كمسؤولين عن أبجديات تلقين العزف والغناء وحفظ النصوص تحت إشراف رئيس جمعية عبد لشيوخ العيطة". معتبرين أن المدرسة "قد فسحت لهم المجال لتفجير طاقاتهم الإبداعية والفنية لمعانقة جمهور فن العيطة مستقبلا".

 

 

في نفس السياق أكد أحد التلاميذ خريجي فوج 2019، للجريدة، بأن "آلة لوتار العبدية تستهويه وسحرته بنغماتها منذ الصغر، مما جعله يكتشف أسرارها الفنية بمدرسة جمعية عبدة، وينخرط بجدية في الحضور مع أقرانه لاستيعاب الكثير من أسرار العزف وطريقة االتعامل مع آلة لوتار، وتصحيح كلمات مجموعة من النصوص ومتون العيطة". وأضاف بأنه "اليوم منهمك على تسجيل ألبومه الأول في الغناء الشعبي بعدما تمرس على تقديم عروضه الفنية بأعراس المنطقة العاشقة للآلة الوترية لفن العيطة".

 

أما بخصوص المسؤولين عن التأطير والتلقين، فأكد كل من الفنان رشيد لميح والمبدع حسين الزرهوني بأنهما "لحد الآن مازالا متطوعين في المدرسة، وملتزمين بأداء مهامهما الفنية للتلاميذ، وينتظران دعم الجهات المعنية محليا ووطنيا من أجل المضي قدما في العمل بفضاء المدرسة التي تستقطب 28 تلميذ من فوج 2020 تحت إشراف جمعية عبدة".

 

الشيخ جمال الزرهوني صرح لجريدة "أنفاس بريس" بأن شيوخ الجمعية "لا يبخلون في تقديم النصائح والتوجيهات للتلاميذ كلما أتيحت لهم الفرصة لتنفيذ برنامجنا الفني.. ونفكر في انفتاح فقراته لتشمل كذلك عروض وندوات ولقاءات فكرية وتاريخية وفنية من طرف الباحثين والمهتمين بتراث فن العيطة حتى يتمكن الشباب من تملك السياق التاريخي لنصوص العيطة والتعرف على إسهامات الرواد الأوائل في خلق تراكمها الفني والغنائي".

 

 

وأوضح قائلا: "هدفنا هو تثمين وتحصين الموروث الثقافي والتراث الشعبي على مستوى فن العيطة، والمساهمة في استقطاب شباب مهووس بآلة لوتار، لصقل مواهبهم، ومساعدتهم على اقتحام عالم الفن والنجومية والاعتماد على أنفسهم، وخلق مشتل للخلف لمقاومة ضياع ثقافتنا وتراثتنا المادي واللامادي".

 

وطالب جمال الزرهوني من الجهات الوصية "بتخصيص منح ودعم لمدرسة الشباب، وتوقيع شراكات واتفاقيات مع جمعيتنا والمؤسسات المعنية بأسفي والقطاعات ذات الأهداف المشتركة، بما فيها وزارة الثقافة والشباب والرياضة للتغلب على كل العراقيل المادية لتكوين شباب فن العيطة، وما أكثرهم بحاضرة المحيط".

 

وشدد رئيس جمعية عبدة لشيوخ العيطية أن مشروع المدرسة ينتصر فنيا "لكل الشباب الحالم بالتكوين في مجال فن العيطة"، على اعتبار أن "الموسيقى والفن والتراث الشعبي رافعة أساسية لمحاربة كل أشكال الانحراف.. وممارسة الفن قادرة على خلق شباب يدافع عن قيمه وإثبات وجوده والدفاع عن وطنه".

 

رابط الفيديو هنا