الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد اللطيف برادة: التتار الجدد والحرب الصليبية القادمة

عبد اللطيف برادة: التتار الجدد والحرب الصليبية القادمة عبد اللطيف برادة
هل حقا أن الحب مصدر كل الأديان
لكن ها هو الإنسان يغتال باسم الدين رفيق الدرب ؟
الإنسانية الغائبة تعتنق عقيدة الكراهية
كل شيء قد يقود لا محالة إلى الدمار
ها هي طبول الحرب تستعد للمجد
فليذهب آدا الإنسان للجحيم
ولقد تكتمل يوما القصة بنفس وثيرة الأمس
سنقتتل هكذا بعضنا البعض وإلى أخر الرمق
فهل يصبح يوما فناء الإنسانية مصيرا محتم
اعلم أن لتثار الجدد سيعلنون لا محالة الحرب
فقد يتم مداهمة أي حرف من القصيدة الحرة التي تدافع عن السلم
وباسم الدين ستزرع الفوضى وسط الأحرف التائهة وهي تبحث عن الوئام
أفلم يأتي خاتم الأنبياء من أجل إرساء العدل لكي يعم السلام
الم يثبت العدل في وجه الجاهلية؟
الم يحرر العبيد من رقبة الأسياد
الم يجعل المرأة تنجو من الوأد المؤبد
وبالحب طارد الظلام و حطم الأصنام
تقدم أمام الطغاة فطارد الأوثان وحرر العقول من هم الأفكار المضللة
فكيف سيسود السلام يوما ما ان لم يعم نور الإيمان
فهل سيثمر التضامن بين الشعوب قاطبة أم انه مصير الاندثار ؟
هاهي الهمجية تستعد لحملة صليبية ضد راية الإسلام
قيل إن الدين ينتشر بالسيف والصولجان
قيل إن هذا ما أمر به دين الحنفية منذ ابراهيم عليه السلام
لكن وماذا قيل عن سيد المسيح وما سبق من الرسل ؟
فبمجيء المعلم الم تتضاعف المعجزات ؟
وباسمه اندلعت كذلك كل الصراعات
فهكذا تتحول الأشياء إلى عدم فتصبح كل رسالة مشوهة
لقد ذاق رسول المحبة من جحيم البشر
و مات المبشر من أجل حبه للإنسان
وبموته أعلن عن خلاص الإنسانية الضائعة
ألم يكون هذا تحديا للطاغوت ؟
ممزوجة بالكلمات والمعنى جاءت الرسالة
فمتى يمكن للحق أن يؤثر في عقل تجمد
فمن رسول مبشر جعلوا منه الابن المبجل
وجعلوا من الصلب خلاص البشر
ومن صفة الإلوهية الحجة الدامغة للنبوءة
فكيف يمكن بعد كل هذا ان يعلنوا عن المسيح ميتا؟
لكن القلب هو الميت وعقل الإنسان لمفقود
هكذا يستخدم العقل المدبر المكيدة للتخلص من منقذ البشرية
عليك أنت ان تتساءل ، كيف كانت الإنسانية قبل وصول المبشر؟
ألم تخرج البشرية من الظلام إلى نور الإيمان؟
- المنقذ مات مصلب - نعم
لكن الحق أقول لك ، السيد المسيح لم يمت و لم يصلب
هو ضمير الإنسان الذي توارى عن الوجود غرقا في الظلام
المنقذ لم يمت ، لكن القلوب هلكت
في اليوم الذي تقدم فيه الجنود ألقيت الكلمة على حارس الذهب
كذلك جعل الله من الصلب الدرس النهائي للإنسان
فكيف للإنسان أن يتخلص من بشاعته إذا لم يرى نفسه في أسوأ صورة ؟
لقد عميت إبصارهم فقست القلوب حتى أصبحوا مجرد صخور وظلال
لقد أظهر الرسول للناس طريق الحق والصواب
إنهم لفي ظلال
يطمحون إلى الخير ولكن كيف وهم يفتقرون إلى العقل
تجدهم يبحثون عن كل ثغرة فيما قاله المعلم
ولقد ابتدعوا كل الأكاذيب من أجل المجد
وما أشبه اليوم بالأمس
كل شيء يتشابه حتى القدر يعيد الكره
في زوايا الخطأ انزلقت السنتهم إلى مستوى الحضيض
من الكذبة خلقوا العقيدة المبجلة
و من الوهم جعلوا الحقيقة المطلقة
بحماس يقود التائهون قطعانهم على الطريق
يظلون الطريق أد لا يوجد سوى سبيل واحد للمضي قدما
هؤلاء الرعاة هم أيضا خراف
على ألطريق تركوا ورائهم آثار دم
جنونهم جعلهم يتخذون من الدم دليل الحق
و ماذا عن تعاليم الدين؟
لا شيء عن المغفرة لا شيء
الدم لا يثبت الحقيقة بل هو شهادة القبح البشري
هو الدم الذي يدنس أنقى التعاليم
إنه الدم الذي يدفع الناس الى حافة الجنون
الدم يملأ القلوب بالكراهية والاحتقار
الدم يبلور الفكرة الفاسدة التي تؤدي إلى الهلاك
من الكذب ، يخلق الإنسان عقيدته
يمكنك رمي بنفسك في النار من اجل فكرة تافهة
عندما يكون قلبك مليء بالكراهية قد تجرؤ على الإثم
إذا، ماذا يعني دلك اليس هدا هو بالذات فقدان الفضيلة
أقول لك ، إذا كانت عقيدتك لا تنبع من الحب فمن الأفضل العيش بدون إيمان
وأي نوع من الإيمان يتبع مسارا دموي ؟
هل عقيدة الغاب رسالة أتت من السماء
الوحوش الشرسة وحدها تستعير نفس القبح
يدعون أنه من أجل الدليل يصبح ختم الدم مطلوب
هكذا يصبح الدم دليلا على الإيمان
فلكي تجد طريق عودتك عليك يا رفيق الدرب أن تتخلص من الدجل
فبين هذه المنعرجات توجد الطرق الزائفة
هناك خراف وهناك ذئاب ورعاة ضلوا الطريق
إذا كنت تريد أن تجد طريقك إلى ألخلاص فعليك يا رفيق الدرب إن تتخلص من وهم الإيمان الزائف
تيقن بأن أكثر من مصاص دماء يندس بين الخرفان
هؤلاء الرعاع أنا لا أعرف أين هم الآن ذاهبون
فمن أجل الدم قد يزرعون في كل مكان النار والدمار