الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

الشرقاوي الروداني: إرسال أردوغان جنود أتراك إلى ليبيا الغرض منه خلخلة المعادلات بالبحر المتوسط

الشرقاوي الروداني: إرسال أردوغان جنود أتراك إلى ليبيا الغرض منه خلخلة المعادلات بالبحر المتوسط الشرقاوي الروداني

قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيواستراتيجية والأمنية، إن زيارة أردوغان إلى تونس تدخل في سياق محاولة خلق نقط ارتكاز استراتيجية بالنسبة لأنقرة، وذلك من خلال التأثير على مخرجات المعركة في الاستراتيجية بشمال البحر الأبيض المتوسط، والتي تعرف الأراضي الليبية أطوارها؛ مضيفا بأن المعادلات الجيواستراتيجية في حوض البحر الأبيض المتوسط تريد أن تلعب فيها تركيا دورا مهما ومحوريا من أجل كسب نقط استراتيجية في ملفات أخرى مرتبطة بصراع المحاور الاستراتيجية المناوئة لتصوراتها على المستوى الجيوسياسي اعتبارا لصراعها مع قبرص ومصر، وصراعها مع التحالف الجديد المصري-الإسرائيلي-القبرصي والإماراتي، الذي أصبح يلقي بظلاله في ليبيا.

 

وتواجد تركيا في ليبيا، يضيف محاورنا، والتفاهمات الأخيرة من خلال الاتفاق الإطار الذي وقع مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج، هو محاولة من قبل تركيا لخلخلة المعادلة، ثم التموقع ضمن محور جيواستراتيجي كبير أصبح يلقي بظلاله على كسب مناطق استراتيجية وممرات بحرية "المياه الساخنة لحوض البحر الأبيض المتوسط"، مشيرا بأن التفاهمات التي تمت مع ليبيا تهم المناطق الاستراتيجية المائية الحساسة، والتي تصل إلى حدود تركيا، وبالتالي نقاط تماس استراتيجية مع محور قد يحد من قوة تركيا في أفق المعركة الدائرة حاليا في شمال سوريا.

 

وجوابا عن سؤال لجريدة "أنفاس بريس" عن ما إذا كان أردوغان يسعى من خلال زيارته إلى جر تونس إلى تحالفه في ليبيا، قال الروداني: "طبعا.. على اعتبار أن تونس لها حدود كبيرة مع ليبيا.."، مضيفا بأن زيارة أردوغان سبقها اجتماع للرئيس التونسي بممثلي القبائل  في ليبيا من أجل الدعوة إلى خلق إجماع حول تصورات ليبية-ليبية في المرحلة القادمة؛ وثانيا استحضارا لوجود تدخل لمحاور استراتيجية كبيرة في ليبيا (صراع فرنسي-إيطالي، صراع روسي-أمريكي..). إذا هناك حرب بالوكالة فوق الأراضي الليبية، ولا يمكن التنبؤ بحل سياسي في الأفق، يردف محدثنا.

 

وأشار الروداني أن تركيا تستند على الاتفاق الذي أبرمته مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وتقول إن هناك مستند قانوني لتواجدها من خلال هذه الاتفاقات العسكرية، والاتفاقات البحرية – المائية، كما تريد خلخلة المعادلات على مستوى البحر الأبيض المتوسط من خلال تواجدها على ليبيا، فالحلف الاستراتيجي الذي يواجه تركيا في سوريا وفي شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، ثم كذلك في الشرق الأوسط يتواجد في ليبيا، وهناك سعي لنقل المعركة إلى الأراضي الليبية، وتواجد تركيا في ليبيا سيساعدها على الالتقاء الاستراتيجي مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط وهي فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وإسبانيا، وهي تحاول من خلال تواجدها في ليبيا الحد من المحور الاستراتيجي الذي يهددها في منطقة قبرص الشمالية، حيث تجري عمليات التنقيب على الغاز، إذ تمت مناورات  عسكرية  ميدوزا جمعت مصر واليونان على بعد 12 ميل فقط من الحدود التركية، وهي إشارة واضحة من مصر وقبرص على أن المواجهة قد تتجه إلى تركيا من أجل كسب معادلات مهمة قد تنحو نحو خلق قطب طاقي  غازي مهم وبالتالي دحض تركيا من التنقيب في بعض آبار النقط والغاز الموجودة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط والتي تطالب بها قبرص.

 

ثم إن دخول إسرائيل والإمارات في هذا الحلف، يوضح الروداني، أصبح يلقي بظلاله على التوجهات الجيو-استراتيجية التركية في هذه المنطقة برمتها، لهذا فتركيا وجدت من خلال الاتفاق الإطار مع حكومة السراج، والذي يتضمن تفاهمات استراتيجية وعسكرية، فرصة من ذهب (وقد تشهد الأيام القادمة دخول قوات تركية في مواجهة عسكرية مع قوات حفتر)، لنقل معركتها إلى المياه الساخنة لبلدان غرب البحر الأبيض المتوسط.

 

وأشار الروداني أن الهدف من توقيع تركيا الاتفاق مع ليبيا هو الوصول إلى المناطق الاستراتيجية المائية، والتي ستضمن لتركيا التحرك بقواتها العسكرية وبوارجها البحرية وغواصاتها بطريقة سلسلة دون الرجوع إلى ليبيا. متوقعا أن تشهد الأيام أو على أعلى تقدير الأسابيع القادمة، تحرك للكتلة شرق حوض البحر الأبيض المتوسط  والتي تتشكل من مصر، اليونان وقبرص وإسرائيل، في اتجاه إصدار قرارات، وربما نلاحظ تحركات عسكرية قد تكون لها تبعيات على مستوى المعركة التي تدور فوق الأراضي الليبية.