الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

أمين الصوصي العلوي : إرسال تركيا جنودها إلى ليبيا ترجمة لمخطط نقل المقاتلين المتطرفين من سوريا إلى شمال إفريقيا

أمين الصوصي العلوي : إرسال تركيا جنودها إلى ليبيا ترجمة لمخطط نقل المقاتلين المتطرفين من سوريا إلى شمال إفريقيا أمين الصوصي العلوي

يرى أمين الصوصي العلوي، باحث في صناعة الرأي العام أن زيارة أردوغان لتونس تندرج في إطار سعي تركيا لكسب مساحة جيوسياسية، بعد أن خسرت في الكثير من المناطق، ومنها العراق وسوريا، ومصر، مضيفا بأن تركيا تسعى حاليا إلى تقوية جبهة الإخوان المسلمين سواء في ليبيا أو في غيرها، وحماية النفوذ الإخواني في شمال إفريقيا، مضيفا بأن وجود حفتر في شرق ليبيا يقوض جهود تركيا لبسط نفوذها في شمال إفريقيا، وكذا في باقي البلدان الإفريقية.

كيف تقرؤون زيارة أردوغان لتونس، هل تندرج في إطار سعي تركيا لتشكيل تحالف جديد في منطقة البحر الأبيض المتوسط أم هي نوع من الإبتزاز لبلدان الإتحاد الأوروبي ؟

زيارة أردوغان لتونس، يمكن إدراجها في كل ما ذكرت، تركيا تسعى إلى كسب مساحة جيوسياسية، بعد أن خسرت في الكثير من المناطق، ومنها العراق وسوريا، وخاصة مصر في شرقي المتوسط والتي كانت بالنسبة لها هي الورقة الرابحة للسيطرة على المنطقة عبر ذراع الإخوان المسلمين في مصر، لكن بما أن مصر أفلتت من قبضة تركيا فهي تحاول الآن قطع الطريق على أي اتحاد عربي يمنع الإخوان من بسط نفوذهم في أنحاء البلدان العربية، من خلال تقوية جبهة الإخوان المسلمين سواء في ليبيا أو في غيرها، وأردوغان يحاول من خلال قدومه إلى تونس أن يحمي النفوذ الإخواني في هذه المنطقة، أو على الأقل إن لم يستطع أن يعيد للإخوان قدرتهم على التحكم في السياسة بتونس إمساك العصا من الوسط لكي لا يغلق عليهم المجال سياسيا، وأعتقد أن أردوغان يحاول أيضا إقحام الجزائر في الموضوع.

لكن أردوغان أدلى بتصريح يهم الأوضاع في ليبيا، مبديا انزعاجه من وجود ما أسماها " ميليشيات روسية "، فهل هو يسعى إلى جر تونس لتعزيز تحالفه لقلب الأوضاع لصالحه في هذا البلد ؟

أردوغان يعطي لنفسه الحق في التدخل في ليبيا بموجب الإتفاق مع حكومة السراج، ونزع الشرعية عن من يحكم شرق ليبيا، علما أنه لايمكن توحيد ليبيا دون الحديث عن الشرق الذي يزخر بالموارد والذي يخضع لحكومة حفتر، ووجود حفتر في شرق ليبيا يقوض إمكانية تركيا لبسط نفوذها في شمال إفريقيا، وكذا في باقي البلدان الإفريقية، فليبيا كانت ستكون بمثابة بوابة كبيرة لفائدة تركيا في هذه الإطار، وأرى أن بلدان المغرب الكبير محط أطماع تركيا في إطار سعيها لإعادة إحياء مناطق نفوذ الإمبراطورية العثمانية في جنوبي البحر الأبيض المتوسط من الجزائر وصولا إلى ليبيا ثم مصر، وفي تصوري فحضور أردوغان لمبادرة السلام في ليبيا هي محاولة منه لكسب الوقت لإيقاف زحف حفتر صوب المناطق التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون في ليبيا .

هناك من يرى أن التحرك التركي في تونس يأتي بعد فشل تحالفها الساعي للسيطرة على سوريا، ما رأيك ؟

تماما..أردوغان خسر الحرب في سوريا، وخسر أيضا في العراق، علما أنه كان يأمل في دخول العراق دون مقاومة، وبما أنه لم يستطع البقاء هناك بعد الضغط الأمريكي وخروجه من الشمال العراقي، دون إغفال فقدانه السيطرة على مصر، لذلك فهو يسعى إلى كسب رهان السطيرة على ليبيا، مستغلا عدم استقرار الأوضاع في هذا البلد، وأردوغان يأمل في ايجاد منفذ على شمال إفريقيا في حالة تمكن الإخوان من السيطرة على ليبيا، وبالتالي إعادة الإخوان إلى الحكم .

وهل تدخل الجزائر في اطار هذا المخطط ؟

الجزائر تواجه أيضا خطر محاولات الإخوان السيطرة عبر المشاركة في إسقاط النظام مع ثوار آخرين فإن نجحت الثورة ستحاول اختطافها و تعبيد الطريق لقوى اجنبية.

وهل ستتكر السيناريوهات التي حدتث في الشرق الأوسط بشمال إفريقيا ؟

طبعا..الأتراك عبرو عن هذا صراحة، حيث قال وزير الدفاع التركي أن تركيا تود تكرار السيناريو السوري في ليبيا، وقد زعم أن تركيا حققت في سوريا الطمأنينة والسلام، وإذا كان ما حققوه في سوريا سلام، فتصور معي كيف سيكون الوضع في ليبيا بمنظور الأتراك..وفي هذا الإطار لابد من التذكير بوجود مخطط لترحيل المقاتلين في سوريا إلى ليبيا، وهو مخطط تقف خلفه قوى دولية وإقليمية، وبالتالي فزعزعة استقرار ليبيا سيكون بمثابة قنبلة موقوتة لبلدان الجوار، ومنها تونس والجزائر ومصر، وهو ما سيؤدي إلى تقوية جبهة الإرهابيين في مالي وفي دول جنوب الصحراء، حيث تتواجد جيوب الإرهاب، بالإضافة إلى المغرب، وهو الأمر الذي سيعيد للحركات الإرهابية قوتها بعد أن فقدتها بوجود حفتر في شرقي ليبيا، فمعروف عن حفتر أنه قضى على العديد من جيوب القاعدة وداعش في شرق ليبيا، وبالتالي فانهيار حفتر يعني استفادة البلدان الإستعمار التقليدي للمنطقة ومن بينها تركيا.