الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

كلما اقترب العيد يغلقون هواتفهم.. "اختفاء" مجموعة من رؤساء الجماعات الترابية!

كلما اقترب العيد يغلقون هواتفهم.. "اختفاء" مجموعة من رؤساء الجماعات الترابية! كبش العيد يمثل إرهاقا للعديد من الأسر الضعيفة

إنها ظاهرة غريبة تتكرر كلما اقترب عيد الأضحى، حيث يعمد عدد كبير من رؤساء الجماعات الترابية إلى الاختفاء بطريقة أو بأخرى، ونسبة كبيرة منهم تختار عطلتها السنوية في هذا الوقت بالذات... وبين السلوك الأول والثاني يتضح ذلك النهج السلوكي المقصود، الغاية منه التهرب من مطالب الشريحة المستضعفة من المواطنين التي تجد نفسها في هذه المنتسبة الدينية في وضعية مادية صعبة للتغلب على تكاليف أضحية العيد. وهكذا تقصد رئيس الجماعة الترابية الذي منحته صوتها بالأمس القريب بعدما امطرها بالوعود الوردية وتحقيق كل المطالب التي تشغل بال كل واحد من الساكنة!!. إلا أن الفوز بمقعد الرئاسة يجعله "يقلب" وجهه لمسارات جديدة تهم مصالحة الشخصية بالأساس...

 

إن ما يقوم به عدد هائل من رؤساء الجماعات الترابية خلال مناسبة عيد الأضحى بشكل خاص، هو تأكيد صريح لتهرب هذه الفصيلة من المنتخبين من مسؤوليتهم، ومن مجابهة المواطنين بالحقيقة المطلقة للصيرورة اليومية للجماعة ولو بكلمة طيبة. لكن حينما تكثر الوعود، فإن تنفيذها لدى هذه الشريحة من المنتخبين تصبح بابا من أبواب المستحيل. وتتم مجابهة المواطنين بسلوكات التسويف والاختفاء. 

 

إن الأمر الذي يزيد هذا الموضوع بالذات غاية في التدني الأخلاقي لهؤلاء الرؤساء، يتجلى في الميزانية المخصصة للجانب الاجتماعي، والتي تقدر بأرقام مالية مهمة، فاين يتم صرفها؟ ولما لا يتم رسم منهجية قانونية لدى المجالس يتم خلالها تخصيص دعم خاص للفئة المعوزة والفقيرة من ساكنة مختلف الجماعات وبمعايير موضوعية وسليمة لا بمنطق الأصوات الانتخابية؟

 

وبين هذا وذاك، فإن العديد من المواقف والمناسبات الدينية أو الوطنية أكدت أن المنتخبين يسبحون في واد والمواطنين في واد بعيد كل البعد عن الأول... سبحانك يا جليل.