الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

عندما تكشف المعمارية حميدوش عن خبايا معمار جسد المرأة  

عندما تكشف المعمارية حميدوش عن خبايا معمار جسد المرأة   المعمارية حميدوش

عرضت الفنانة لبنى حميدوش لوحاتها التشكيلية، التي تمحور موضوعها حول "جسد المرأة"، بالمعرض المقام من 12 إلى 19 شهر يوليوز 2019، بإحدى أروقة العرض بحي رياض بالرباط، وهو من تنظيم فرع حزب التقدم والاشتراكية بأكدال في إطار الصالون الثقافي والفني بتنسيق مع جمعية جسور التنمية بالرباط.

اللوحات الفنية تعطي الانطباع لأول وهلة بقوة الإيحاء الجسدي للمرأة الذي تحوله في حركية إلى سمفونية تتناغم فيها أشكال العشق والرفض للحياة، في رسم تلقائي من الفنانة لجسد المرأة الأنثوي.

وانسابت اللوحات كتعابير أحادية في غاية السكون والإيحاء، لتتقاسم أوضاع المرأة المختلفة بين العزلة والانكماش من جهة، والتحرر والانعتاق من دائرة الممنوع إلى دائرة المكاشفة من جهة أخرى. وهيمن على اللوحات اللونان البني والأسود، وهما لونان يرمزان إلى التراب والطبيعة، مما زاد اللوحات غموضا وانجذابا نحو البحث عن المكنون. فالزائر للمعرض يشعر بهالة اللوحات المعروضة التي تدعوه إلى الغوص في أعماق النفس وفهم حسية التعابير الروحية المرسومة على امتداد تقاسيم وحركات الجسد.

هذه الإيحاءات حاولت الفنانة لبنى حميدوش إيصالها للمتلقي بشكل فني راق، وهو ما اعتبره الكثير من المعلقين جرأة غير معهودة لدى الفنانات التشكيليات اللواتي خضن تجربة رسم المرأة..  بينما تحفظ منها آخرون لكشفها الصارخ عن الجسد العاري.. لكن مع ذلك يظل الجانب الجمالي حاضرا كإبداع في جل البورتريهات المعروضة.

وإلى ذلك تقول الفنانة لبنى حميدوش إنها رسمت هذه اللوحات الفنية على فترات متلاحقة من الزمن الماضي، ولم تتحرر إلا اليوم للبوح بها على جدران هذا المعرض، الذي يعد الأول من نوعه لها، كما أنها تعتبر رسمها لجسد المرأة حرية تعبير وتحرر طبيعي لطبيعة المرأة.

أما عن جانب المعاناة في اللوحات، فالفتانة تفضل عدم الخوض فيها لخصوصية الإحساس الموجود في أعماقها.

وهكذا أبانت لبنى حميدوش -من خلال معرضها- عن فطرة عميقة في الرسم، الذي تعشقه رغم  ممارسة عملها كمهندسة معمارية، ولربما تقودها هذه الفطرية يوما ما إلى العالمية.