أيهما أنسب للحركة الاتحادية: خوض انتخابات 2021 بإدريس لشكر على رأس الحزب أم خوضها بتغيير القيادة؟ وإن وقع التغيير في هرم الاتحاد: من هي الوجوه المؤهلة لجذب الناخبين لصناديق الاقتراع لتخفيف العزوف، هل الوجوه الاتحادية المنتمية لجيل المؤسسين والرواد أم هناك حاجة إلى بروفيلات تنتمي للجيل الجديد؟
وفي حالة الحسم في السؤال: هل يمكن للاتحاد إحياء المرشح المشترك مع حزب الاستقلال لتطويق الأصوليين، أم سيتم خوض الانتخابات بشكل منفرد، مع ما يترتب عن ذلك من تشتيت للأصوات وتبخرها بشكل ينعش حصة الأصوليين في المقاعد البرلمانية، وبالتالي تعزيز مكانتهم التفاوضية لتشكيل الحكومة الثالثة في ظل دستور2011؟
قد ينهض قائل ليتساءل: وما الداعي لطرح هذه الأسئلة؟ اتركوا الاتحاد الاشتراكي وشأنه، فالحزب لديه برلمان (المجلس الوطني) وجمعية عامة (المؤتمر).
نعم، الاتحاديون هم أسياد قرارهم، لكن الاتحاد الاشتراكي (شأنه شأن باقي الأحزاب)، ليس ملكا للاتحاديين لوحدهم، وبالتالي فالنقاش حول مصير الحزب وقراراته الكبرى ليست شأنا خاصا بالمنخرطين لوحدهم.
فالحزب يسعى لإدارة الشأن العام وطنيا وجهويا ومحليا، وبالتالي فنحن معنيون بما يجري داخل الاتحاد الاشتراكي وغيره.
الاتحاد الاشتراكي شئنا أم أبينا، يعد رقما مهما في الحركة التقدمية بالبلاد، وقوته ومناعته تخدمان أفق دمقرطة البلاد، في ما هزاله وتآكله يخدمان الحركة الأصولية التي تغولت في البلاد وتغولت على العباد.
تأسيسا على ذلك، نعتبر أنفسنا معنيين بالنقاش الداخلي الحالي داخل حزب بنبركة وبوعبيد واليوسفي لتصحيح الأعطاب التي فرملت المغرب بعد الربيع الأصولي عام 2011، وما تلاه من تنصيب بنكيران والعثماني في حكومتين ملتحيتين لم يجلبا للمغرب سوى الاحتقان والانكماش الاقتصادي وارتفاع المديونية بشكل رهيب وتردي المرافق العمومية المتردية أصلا، وضرب القدرة الشرائية للفئات الهشة وتفقير الطبقة المتوسطة..
نحن معنيون بما يعتمل في دواخل الحركة الاتحادية، لأن الحركة الأصولية بالمغرب (بقناعيها الإخواني والوهابي) التي «تسخن البنادر» لحزب البيجيدي، تستمد «قوتها الانتخابية»، ليس من برامجها ومن كوادرها ونخبها ومن أعمالها لخلق الثـروة بالبلاد، بقدر ما تستمدها من العزوف الانتخابي والإحباط الذي يصد الناخبين عن الذهاب لصناديق الاقتراع بشكل يمهد الطريق لكمشة من زبناء الأصوليين المنضبطين انتخابيا الذين يمنحون لبنكيران وللعثماني ومن معهما «تذكرة نحر المغرب والمغاربة» من بوابة مؤسسات الدولة: البرلمان والحكومة والمجالس الترابية!!
فلو كان لـ «الوطن الآن» و"أنفاس بريس" الحق في التصويت، فستصفقا بالتأكيد على كل الخطوات والمبادرات التي من شأنها إحياء بريق الحركة الاتحادية، بل وإحياء فكرة المرشح المشترك بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال..
أليس الاتحاد والاستقلال أبناء شرعيون للحركة الوطنية المغربية؟
أليس الاتحاد والاستقلال ورثة التعاقد التاريخي مع المؤسسة الملكية لدمقرطة البلاد لإدخال المغرب إلى نادي الكرامة والمواطنة، في ما الحركة الأصولية وريثة الولاء للتيار الإخواني والوهابي المشرقي»؟
إن كان الأمر كذلك، لم التقاعس (حتى لا تقول التواطؤ) في التحضيرالجدي لمحطة 2021 لتحرير المغرب والمغاربة من تغوّل الأصوليين!؟