الثلاثاء 16 إبريل 2024
فن وثقافة

منظمة MZC تناهض العنف المبني على النوع شمال المملكة

منظمة MZC تناهض العنف المبني على النوع شمال المملكة جانب من منصة الملتقى الجهوي

منصة جديدة نصبتها " منظمة نساء في مواقع الأزمات " شمال المملكة، لتضرب من فوق سطحها بسلاح الثقافة والمرجعيات الوطنية والدولية المنتصرة لقيم المساواة بين الجنسين، وذلك من أجل المساهمة بمعية شركائها في وأد العنف المبني على النوع الاجتماعي الذي يشير أكثر من مؤشر، بأن مساحته واسعة بهذه الجهة، وأنه واحد من بين الإكراهات التي تكبح "المجهود التنموي" المستثمر في المنطقة ، ولا يكون لهذا الأخير وقعا ايجابيا على حياة المواطنات والمواطنين هناك .

 

 

في سياق بناء الانسان المتشبع بثقافة المساواة، ومساهمة منها في محاصرة الصور النمطية التي تضرب المرأة في معصم كرامتها ، وبعد سلسلة من اللقاءات المباشرة مع نساء ورجال واطفال بأكثر من جماعة ترابية بالمغرب العميق بأقاليم، وزان، وشفشاون، والعرائش، دعت " منظمة نساء في مواقع الأزمات " بمعية شركائها، باقة من جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل على قضية المرأة بهذه الأقاليم، للالتئام في ملتقى جهوي احتضنت فقراته مدينة العرائش، وذلك يوم السبت 20 أبريل الجاري، وأطره شعار " جميعا لمناهضة العنف القائم على النوع " .

الملتقى الجهوي للنوع الاجتماعي شكل فرصة أمام المشاركات والمشاركين في أشغاله لرسملة الحصيلة النوعية والكمية التي راكمتها الجمعيات المنخرطة في مشروع مناهضة العنف القائم على النوع، وضبط التحديات التي تواجه هذا الفعل الحقوقي الذي يرمي إلى توسيع رقعة مشتل الحقوق الانسانية للنساء وتعزيزها، ورسم الملامح العريضة لاستراتيجية تتكسر على صخرتها التحديات الثقافية والمادية والتدبيرية والبشرية ذات الصلة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي .

محاور الملتقى الجهوي توزعت بين مائدتين مستديرتين وورشتين . تناولت المائدة المستديرة الأولى التي أطرتها زكية البغدادي، المنسقة الوطنية لشبكة "أناروز" موضوع " أهمية العمل بالشبكات في مجال العنف القائم على النوع "، استعرضت خلالها تجربة الشبكة التي تنسق عملها. أما المائدة المستديرة الثانية فقد سلطت فيها فائزة الرحيلي ، المساعدة الاجتماعية بالمحكمة الابتدائية بوزان، الضوء على " الآليات المؤسساتية لمناهضة العنف القائم على النوع "، التي تشكل مكسبا – رغم فجواتها الكثيرة - يعزز حماية كرامة المرأة، والنهوض بحقوقها، لكنها ( الآليات) تصطدم بإشكالية التفعيل التي ينتج عنها تضخم معاناة النساء المعنفات .

 

 

الفاعل الحقوقي محمد حمضي بسط أمام المشاركات والمشاركين في الورشة التي نشطها حول " الترافع في مجال العنف القائم على النوع "

آليات وتقنيات الترافع لتحقيق مكتسبات تعزز حقوق المرأة، وبعد عرضه لمحدودية كل مقاربة من مقاربات الترافع، ركز على نقاط القوة التي تتميز بها المقاربة الفعالة، وقبل الانتقال للتأكيد على أن استراتيجية المرافعة في مجال العنف القائم على النوع تبنى على مقاربة حقوق الانسان التي تأخد بعين الاعتبار النوع الاجتماعي، حدد الصعوبات التي تحد من دور الترافع .

أما الورشة الثانية فقد لامست منشطتها " العنف القائم على النوع بين المقاربة القانونية والبناء الثقافي للمجتمع، رهانات التحول الاجتماعي" .

الملتقى الجهوي للنوع الاجتماعي ما كان للستار أن يسدل على أشغاله بعد المساهمات النوعية للمشاركات والمشاركين التي أغنت محاوره، من دون أن تتمخض عنه جملة من التوصيات التي على مختلف المتدخلين قراءتها من زاوية الأدوار التي متع بها دستور المملكة، والمواثيق الدولية المجتمع المدني الذي يعتبر شريكا في صناعة القرار على مختلف المستويات.

من بين التوصيات نذكر :

- بناء الثقة بين الفاعل المدني والفاعل العمومي

- تقوية قدرات مختلف المتدخلين في مجال مناهضة العنف ضد النساء.

- تشذيب مدونة الأسرة، والقانون 13/ 103 المتعلق بالعنف ضد النساء والأطفال من الشوائب التي تضعهما – رغم ما جاء بهما من مكتسبات - في حالة شرود بالنسبة للحق في المساواة بين النساء والرجال كما حددته ( الحق ) أحكام الدستور، والمواثيق الدولية ذات الصلة المصادق عليها من طرف المغرب .

- ضخ جرعات من الفعالية في الآليات المؤسساتية المسنود لها حماية النساء من مختلف أنواع العنف، وتعزيزها بالموارد المالية والبشرية المؤهلة (خلايا المحاكم والمستشفيات والضابطة القضائية ....).

- الدعوة لاعتماد مبدأ التمييز الايجابي في الترشيح وتحمل المسؤولية بمجالس العمالات والأقاليم على غرارما هو معتمد في الجماعات الترابية ومجالس الجهات.

- توسيع شبكة مراكز ايواء النساء المعنفات بالأقاليم الثلاثة والتعجيل بفتح أبواب المراكز الجاهزة ( مركز حي القشريين بوزان نموذجا ) .

- اطلاق حملات تحسيسية مناهضة للصور النمطية الحاطة من كرامة المرأة ( الأمثال الشعبية نموذجا) .

- دعوة وزارة التربية الوطنية لتخليص الكتاب المدرسي من كل ما قد يستشف منه تمييزا مبنيا على الجنس.

 

 

جدير بالإشارة بأن الملتقى الجهوي انطلق بجلسة افتتاحية أدارت فقراتها السيدة سلوى منسقة "منظمة نساء بمواقع الأزمات" بالعرائش، وتناول فيها الكلمة مصطفى حيون، المنسق العام للمنظمة المذكورة بالمغرب، ذكر فيها بسياق تنظيم النسخة الثالثة للملتقى الجهوي، وأشار بأن المشروع الذي يشكل الاشتغال على النوع الاجتماعي جوهره، قد قطع ثلثي مدته.

من جهته سجل محمد فرحي ممثل المندوبية الاقليمية للتعاون الوطني بوزان جدية العرض الذي تقدمه المنظمة الاسبانية، ودورها في الارتقاء بتعزيز قدرات النسيج الجمعوي بالإقليم بغاية تملكه لثقافة وآليات ترسيخ ثقافة النوع الاجتماعي .