الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

محمد لكريني: المغرب يؤكد على استقلالية قراره وعدم التدخل فيه بخصوص مواقفه من بعض الأزمات

محمد لكريني: المغرب يؤكد على  استقلالية قراره وعدم التدخل فيه بخصوص مواقفه من بعض الأزمات محمد لكريني
اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بوريطة في التصريح الذي قدمه في الندوة الصحفية التي أقيمت مع وزير الخارجية الأردني لبحث العلاقات الثنائية بعد المحادثات التي أجريت بين الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني خصوصا وأن البلدين تجمعهما علاقات متينة تسمح بتطويرها وتمتينها على مختلف المستويات الاستراتيجية والاقتصادية..
أقر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي بوريطة بأن السياسة الخارجية المغربية هي مسألة سيادة ويعيد بشكل أو بآخر تأكيد أن القرار الخارجي المغربي لا يمكن التدخل فيه بخصوص القضايا المطروحة دوليا أو إقليميا، وفي نفس الوقت يؤكد أيضا على أن التنسيق مع دول الخليج وبخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لما يملكانه من علاقات تاريخية تجمعهم في العديد من المواضيع، علاوة على انسجام مواقفهم في العديد من القضايا والأزمات الدولية.
أعتقد أن استمرار العلاقات المغربية مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة رهين باحترام كل طرف للمرتكزات والثوابت التي تنبني عليها السياسة الخارجية لهاته البلدان من جهة، ثم من جهة ثانية هناك إمكانية اختلاف مواقف هذه الدول ورؤيتها من قضية إلى أخرى.
فالتنسيق القائم بين المغرب والأردن ناتج أساسا عن العلاقات التاريخية المتينة والمتقدمة بين البلدين، فقد برّر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي السيد بوريطة أن هذا التنسيق بين المغرب والأردن جاء لتقوية هذه العلاقات وتوحيد الرؤى اتجاه القضايا العربية المصيرية، وليس ضد مصالح أحد الدول العربية التي توترت معها العلاقات في الآونة الأخيرة.
طرح السيد بوريطة أن التنسيق ينبغي أن يكون من قبل الجانبين معا، حيث أبدى الوزير استعداد المغرب التنسيق مع دول الخليج لأن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، لكن شريطة أن تكون الرغبة والإرادة في التنسيق متقاسمة؛ وليست حسب الطلب وأن تشمل جميع القضايا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبخاصة القضية الليبية التي طالت أزمتها بعد عدم توافق الداخل الليبي، الأمر الذي سمح بالتدخل الدولي الذي زاد من تعقيد الأمور.
إن الرسالة التي ختم بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي لها دلالة كبيرة مفادها أنه في حال عدم قبول الأفكار التي طرحها المغرب ؛والمتصلة بعملية التنسيق سيبحث هذا الأخير عن بدائل أخرى، الأمر الذي يؤكد استقلالية القرار المغربي وعدم التدخل فيه بخصوص مواقفه من بعض الأزمات، كموقفه من الأزمة السعودية القطرية التي حاول فيها الحياد دون أن يميل إلى أحد الطرفين.
إن مستقبل العلاقات المغربية الخليجية وبخاصة مع المملكة العربية السعودية التي شهدت توترا بعد موقف المغرب من الأزمة القطرية السعودية، وفي مقابل ذلك أيّدت المملكة العربية السعودية تنظيم كأس العالم لفائدة الولايات المتحدة الأمريكية- كندا- المكسيك، لأنهما تجمعهما مصالح استراتيجية، فضلا عن قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية التي يعتبرها خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه الأمر الذي أسهم في الرفع من منسوب توتر العلاقات المغربية السعودية على وجه الخصوص.
الدكتور محمد لكريني، باحث في العلاقات الدولية