إن كان المرء في حاجة لدليل على نفاق مسؤولي المغرب وتناقضات خطابهم، فلن يجد أحسن من نموذج نبيل بنعبد الله، زعيم حزب الكتاب والوزير عدة مرات في حكومات كثيرة. هذا الأخير وفي خرجة علنية يوم الأربعاء20 مارس 2019، تحسر قائلا: "إلى أين يسير المغرب" مؤكدا أنه"من المؤسف أن نصل لهذا الوضع". وأكد على وجود نفض الذات الحزبية وتوحيد عائلة اليسار"لقلب المعادلة".
وقال إن المغرب في حاجة إلى اقتصاد قوي "فيه ميكانيزمات دولة الحق والقانون وليس اقتصاد الريع" !
ولا يحتاج المراقب إلى بذل مجهود للوقوف على تناقضات بنعبدالله وضحكه على الذقون بحكم أن اول حزب اصطف مع الريع هو حزب الكتاب في عهد ولاية بنعبد الله. كما أن نبيل بنعبدالله كان مسؤولا (هو ووزراء حزبه منذ عهد اسماعيل العلوي) في كل الحكومات التي تعاقبت على المغرب منذ أزيد من 20 سنة، وبالتالي إن كان "شي حد" مسؤول على التردي الذي يعرفه المغرب فالمسؤولية بالدرجة الاولى تعود لنبيل بنعبد الله (ومن معه من أحزاب) كزعيم حزب شارك وبارك القرارات الكارثية المتخذة من طرف الحكومات المتعاقبة التي "طيح ريوكو" للمشاركة فيها.
فضلا عن ذلك لا يحق لنبيل بنعبد الله أن يتقمص صفة الناطق باسم اليسار وهو الذي " ارتد" عن قيم المغاربة التقدميين وانبطح أمام بنكيران، في أسوا صفقة خبيثة للالتفاف على نبل العمل السياسي ومنح لبنكيران "كارت بلانش" ل" يتبورد" على المغاربة ، بدليل أن بنكيران "جفف " بحزب الكتاب الأرض عبر اتخاذه كذرع لسحق ويحق المغاربة.
أما بشأن الريع فإن آخر واحد يحق له الحديث عن محاربة الريع والفساد فهو نبيل بنعبد الله الذي ينغمس في أعماق الريع هو ومسؤولي حزبه ومسؤولي حزب بنكيران الذي تسول مانضة تقاعده السمين بعد أن نسف صناديق تقاعد الموظفين الصغار وبعد أن تاجر بالدين للوصول الى الحكومة.
إن أكبر مصيبة يعانيها المغرب هي تسلط نخبة الزفت على تدبير شؤونه. وحالما يتم طرد هذه النخب الفاسدة من المشهد السياسي آنذاك سيشق المغرب طريقه نحو دولة الحق والرفاه والمواطنة.