الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

ابراهيم العيرج: أسر شهداء حرب الصحراء: أجراس حرب أخرى تقرع في الأفق

ابراهيم العيرج: أسر شهداء حرب الصحراء: أجراس حرب أخرى تقرع في الأفق ابراهيم العيرج ابن شهيد 
يبدو أن أجراس طبول حرب أخرى بدأت تقرع  في الأفق سيكون ضحيتها أسر الشهداء، خصوصا أمام تكثيف الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى حرب الصحراء -باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لهاته الأسر-، لأنشطتها السلمية والعلنية الميدانية وحضورها الاعلامي بشكل ساهمت في تجذرها لدى الرأي العام، أحرجت من خلالها و أخرجت كما ستحرج المزيد لتخرجهم من جحورهم...   
فقد أقدم مصدر "مجهول" مدعيا أنه رسمي على إغراق بعض المنابر الاعلامية الالكترونية  بمقال مسموم مليء بالعديد من المغالطات في محاولة لتغطية الشمس بالغربال ولتبرير فشل من ينتمي إليهم ويزمر على منوالهم في انتهاكهم الشنيع لأبسط  حقوق أسر شهداء حرب الصحراء – التي اعترف المصدر المذكور بخوضها ضد جبهة البوليساريو ما بين 1975و1991- مدعيا أن أسر الشهداء والمفقودين يعيشون  في النعيم بدل المأساة التي بلغت حد الجحيم: أمراض مستعصية في غياب اي متابعة طبية، بطالة في صفوف الأيتام نخرت أجسادهم بسبب محاربتهم بتواطؤ بين العديد من الجهات، سكن غير لائق استنزف الأسر منذ تسلمه رغم أن بعضه كان هبة خليجية ...، أسر لم تستفذ لحدود الساعة لازالت تكتوي بنيران الكراء مع وجود مساكن مغلقة في انتظار غودو ترضية لمن باعوا الوطن ولازالوا يفعلون.
فمزيدا لتنوير الرأي العام الوطني الذي أصبح على علم بدقائق الملف الحقوقي والاجتماعي لأسر شهداء الوطن الحقيقيين -الذين سقطوا في ساحات المعارك من أجل الأقاليم الجنوبية الغنية بثرواتها التي تسيل اللعاب-، الشهداء الذين أغمطت حقوقهم وحقوق ذويهم في خرق سافر لأوامر الملوك والأمراء وضربها عرض الحائط وكأن لا رابطة تربطهم بهذا الوطن الجريح، نشير أن مثل هذه الخرجات المتهافتة لن تزيد نشطاء الجمعية في إطار القانون إلا تمسكا وتشبتا باستراتيجيتها الرافضة لتأبيد واستمرار هضم حقوق الأسر من أرامل وأيتام. 
لماذا متهافتة وغير منطقية وتبقى مهزوزة لا ترقى لمستوى التأثير في نفسية المتلقي باعتبار التناقض الصارخ في التصريحات بخصوص عدد الشهداء الذي سقطوا في الميدان، ففي الوقت الذي يصرح فيه مسؤول رفيع المستوى. 
وهو الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بإدارة الدفاع الوطني "برقم" لا يتجاوز 2983 بتاريخ 17-08-2017 يأتي المصدر"الرسمي" المذكور برقم أخر 5000 شهيد، ليس فيه تناقض فقط وإنما محرج لصاحب التصريح الأول، مما يعكس تضارب الأفكار والمواقف فيما يخص حقوق ذوي الشهداء عامة.
محاولة الغرض منها تلميع ما اعتراه الصدأ والعفن لم يعد حتى صالحا للاستعمال بأساليب البهتان والدجل، بعد أن اهتزت ثقة الشريحة في مثل هذه المؤسسات أو التنظيمات التي أفلح مؤسسها في تسميتها فقط لتبقى مجرد حبر على ورق  تقدم خدماتها للمحظوظين والمقربين...
محاولة للتغطية على التخبط الذي يعيش من ادعى أنه مصدر مسؤول وكذا من وراءه أو يحركه، بشكل يعكس موقفهم الضعيف أمام تزايد ضربات الجمعية الفاضحة لهم و لما اقترفوه في حق الأسر لأزيد من أربعين سنة، محاولة أو مناورة لن ننجر أو ننساق وراءها، ولن تلهينا عن المضي والاستمرار بخطى ثابتة نحو أهدافنا المرسومة في انتزاع حقوقنا المغتصبة قسرا كأسر وكرامة شهدائنا المهدورة ، ومناهضة الظلم الذي لحقنا وأمهاتنا الأرامل وسنستمر في تعريتكم أمام الرأي العام الذي أصبح متفاعلا بشكل كبير مع قضيتنا العادلة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من القضية الوطنية الأولى قضية الصحراء المغربية...
نشير اخيرا أن الخرجة الاعلامية المذكورة بعد أن ضاق اصحابها درعا من التحرك الاعلامي الواسع النطاق في مواقع التواصل الاجتماعي  الذي وظفه أيتام الشهداء عبر إطارهم  بحرفية و مهنية عالية لصالحهم، تجعل من صاحبها "الرسمي" واحدا من اثنين:
1- كائن إمعة يخدم أجندة جهة معينة تحاول أكل الثوم بأفواه أسر الشهداء، ورطته في التصريح بما يجهل حقائقه،  
2-إنسان ذو ضمير يعي تماما حقيقة المعيش اليومي لأسر الشهداء –المأساة- ويرق لحالهم، لكنه غير قادر على الصدع والتصريح بما لديه ليجد الفرصة مناسبة لتصريحه بما جاء في المقال المذكور نكاية فيمن دفعوه لذلك وينتمي لصفوفهم وفضحهم بطريقته الخاصة خدمة لأبناء الشهداء ممن تقاسم معهم الحلو والمر في الدفاع عن حوزة التراب الوطني...