السبت 23 نوفمبر 2024
في الصميم

بنكيران.. قمة المرض النفسي!

بنكيران.. قمة المرض النفسي! عبد الرحيم أريري

منذ إبعاده من الحكومة ومن قيادة حزب البيجيدي، حرص عبد الإلاه بنكيران على الإكثار من الخرجات و"اللايفات" بشكل مثير، لدرجة أن خرجاته أدرجها البعض في إطار «المرض النفسي»، بالنظر إلى أن بنكيران لم يهضم، بل لم يصدق أنه تم لفظه من مقعد السلطة، وهو ما زاد من حدة مرضه بحكم أن بنكيران أظهر حبا شرها للسلطة ولتملك القرار وإعطاء الأوامر.

 

بنكيران يؤمن في قرارة نفسه أنه الوحيد الذي بنى «مجد» حزب البيجيدي وبنى «مجد» حركة التوحيد والإصلاح، وهو مؤمن حتى النخاع أنه صاحب الفضل في الأصوات التي حصدها حزب المصباح، وبالتالي صاحب الفضل في تمرغ أنصاره وأتباعه في نعيم الريع بالبرلمان والحكومة وبالجماعات الترابية.

 

بنكيران الذي لا يؤمن بأي مؤسسة، سواء كانت مؤسسة ملكية أو حكومية أو برلمانية أو قضائية، فأحرى أن يؤمن بمؤسسة الحزب، لذا فهو يتوهم أن نجاحات حزب «لامبا» ليست بفضل هياكل الحزب وتنظيماته، بل هي وليدة «غزواته وفتوحاته الشخصية»؛ من هنا إيمان بنكيران بأن الحزب يستحيل أن يعيش بدونه.

 

هذا الهوس أدخل للمغرب المفاهيم السائدة في الدول الشمولية؛ فمن مفهوم الدولة/ الشخص (أي الدولة التي ترتبط بشخص ويربطها بشخصه)، أصبحنا أمام حالة الحزب/ الشخص (أي أن لسان بنكيران يردد: أنا الحزب، والحزب هو أنا). وهذا مرض لا يوجد، كما قلنا إلا في الأنظمة الديكتاتورية (نموذج هتلر بألمانيا النازية وكيم يونغ بكوريا الشمالية والخميني بإيران).

 

حين يحرص بنكيران على تحييد الملكية بشكل ماكر وخبيث، فكي يخلق مقابلة تتمثل في: "بنكيران في مواجهة الشعب"، أي بنكيران هو صاحب المكرمات وصاحب الفضل على الشعب! بمعنى يتقمص بنكيران قبعة «ولاية الفقيه»، مع فارق أن الفقيه في نظام «الولاية» له سلطتين: سلطة دينية (الفتوى) وسلطة دنيوية. لكن في حالة بنكيران تم تحوير «الاقتباس» وأصبح «صاحبنا» يفتي في الحياة الإدارية والحياة العامة، يقول لهذا ما يجب فعله ويبارك لهذا الوزير عمله، يلعن هذا السياسي ويمدح ذاك.

 

وهذه الأنا، جعلت بنكيران يصاب بمرض مفاده أن كل قرار اتخذه أو كلمة تفوه بها، فعلى الآخرين (القطيع) مباركته ومسايرته، وكأن المغرب «زاوية كبيرة»: هو شيخها والشعب مجرد مريد، إن لم نقل قطيع كما يتوهم ذلك بنكيران!

 

هل ينبغي أن ننسى ما كان يقع داخل البرلمان؟ ألم يتمرد بنكيران على كل الضوابط المؤسساتية وينسف كل القواعد العقلانية والمسطرية ويتخطى كل الحدود؟ فالبرلمان باعتباره مكانا تتقابل فيه المؤسسة التنفيذية مع المؤسسة التشريعية لترسيخ دولة المؤسسات، كان مجرد حلبة «يتبورد» فيها بنكيران الذي كان يتصرف دون ضوابط ودون أخلاق، وكان يتسامى على الكل وعلى المؤسسات لأنه يعتبر نفسه فوق ضوابط السلطتين التنفيذية والتشريعية..

 

إذا كان هذا حال بنكيران، السياسي المريض، الذي لم يستوعب أنه ليس محور الكرة الأرضية! فهل هذه حتمية fatalité أُجبِرنا على تصديقها في أفق عام 2021؟! وما العمل إذن لردم بنكيران ردمة نهائية؟!

 

ذاك ما سنجيب عنه لاحقا.