الخميس 28 مارس 2024
سياسة

مومر: عبد الإله بنكيران وجريمة اغتيال عمر بنجلون؟

مومر: عبد الإله بنكيران وجريمة اغتيال عمر بنجلون؟ مومر يتوسط الشهيد عمر بن جلون (يسارا) وعبد الإله بنكيران

في حضرة الأرواح المقتولة تتخبط تنظيمات الإسلام السياسي بين أمواج بحر الدماء المغدورة.. من عمر بنجلون إلى آيت الجيد، ومن بنكيران إلى حامي الدين... من إحصاء قتلى البسار إلى  تعداد أسماء التكفيريين ..

ها نحن منكم وإليكم.. وحديثي بسط الكلام لكم، ليس للنشر فقط فهذا فضل منكم.. حديثى عن مغاربة رجال أشاوس -ولا نزكي أحدا أمام الله- مغاربة اعتنقوا فكرا أقرب لمصير القوات الشعبية ودافعوا عن أفكارهم حتى آخر قطرة من دمائهم فَهُمْ أبطال القضية.

مغاربة ناضلوا من أجل الفكرة الاشتراكية وهم أحياء، من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية، من أجل الطبقات الكادحة والجماهير الشعبية... وهاه ي اليوم مازالت هذه الأرواح الثورية، ورغم ثقل قبور الجحود فوق ما تبقى من الأجساد، مازالت هذه الأرواح في طليعة النضال نشيطة الحركة، تعيد نبض الحياة السياسية التي تعاني في غياب الإنعاش.

وإنْ كَذَّبْتُمُونِي، وإنْ خَالَفْتُمُونِي الرأي فتسألوا أهل الذكر لأنّهم يعلمون من دَبَّر وقَرَّر وقَتَلَ بعد أن فَكَر، أو اسألوا فقط حامي الدين عبد العالي وعبد الإله بنكيران.. اسألوهما عن القتل؟!

اسألوا بنكيران: لماذا أشاد بقتل عمر بنجلون الإنسان؟! ولماذا استعمل عبارة "الكلب الأجرب" في وصفه له؟! ولماذا جمع الناس بعد الصلاة وصاح فيهم أمام المسجد أن أطلقوا سراح القتلة بعد إدانتهم من قبل المحكمة؟!

ثم اسألوا كذلك عبد العالي حامي الدين لكي يساعدنا على استيعاب الشرح الاكاديمي العلمي لظاهرة ثورة الأراوح المقتولة وارتباطها -خبراً و أثراً- بتنظيم العدالة والتنمية، لأن المتتبع لكرونولوجيا الأحداث يستخلص تركيبا مفاده أن إرهاب الاسلام السياسي لم يستثنِ من مكونات اليسار أي اتجاه وتَوَجُّه.

من عمر بنجلون إلى آيت الجيد، من مهندس استراتيجية النضال الديمقراطي إلى نشطاء اليسار الراديكالي، من الاتحادي المثقف العضوي إلى الطالب القاعدي ..

من أدنى اليسار إلى أقصى اليسار.. نستنتج أن حاضر تنظيمات الإسلام موصول بماضي جرائم سفك الدماء، وأن المحاضر القضائية تتأفف من مُخَلَّفَات توقيعات الإقرار والاعتراف بالمقاربة الدموية التي انطلق منها تأسيس التنظيمات المُؤَدْلِجَة للإسلام.

وبِكل ألَم يُؤْرِقُنِي، أنقل الشهادةَ وهذا السَّرْدُ يؤسفني. هذه الشهادة التاريخية التي تدور أحداثها حول ما كشف عنه محمد حقيقي، عضو الشبيبة الإسلامية سابقا، وأحد المشرفين على متابعة ملف عمر بنجلون من داخل هيئة الإنصاف والمصالحة بخصوص قضية الاغتيال التي لم تكشف كل ملابساتها بعد، وذلك في حوار مع أحد المواقع الإلكترونية بتاريخ 4 يوليوز 2016، حيث صَرَّحَ بالتوضيح التالي: ويجب أن أوضح لك أنه في هذه الفترة حدث اضطراب كبير داخل حركة الشبيبة الإسلامية ومن سمات هذا الاضطراب أن القيادات تبرأت من اغتيال القيادي الاتحادي لكن كثيرين في الصف الثاني سيثنون على العملية..

أذكر أنه في الفترة التي تلت الاغتيال وبعد صلاة الجمعة في المسجد المحمدي سيقوم شاب بإلقاء كلمة نارية أشاد فيها بقتل عمر بنجلون ووصفه وصفا شنيعا (نتحفظ عن ذكره)، وسيدعو إلى التظاهر من أجل إطلاق سراح المتهمين باغتياله؛ هذا الشاب لم يكن سوى عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، والذي كان من نشطاء الشبيبة الإسلامية !

هذه شهادة لله ثم للتاريخ  تجعلنا كاختيار حداثي شعبي ندعو تنظيمات الإسلام السياسي إلى تجنب الخطأ القاتل بعدم إساءة فهم سنة الله في التاريخ  !

فرغم أن الماضي يختزن وقائع فِعْلٍ قد مضى إلا أن ثورة الأرواح المقتولة تعيد الحياة الرمزية لدماء انهمرت مغدورةً، أينما وَلَّيْتَ وجهك تتوارد الأخبار وتتفاعل الآراء، وتتضح المواقف بعد صدور قرار متابعة العضو القيادي داخل تنظيم العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين بتهمة المساهمة في جريمة قتل الطالب آيت الجيد بنعيسى .

وليس من باب التحامل أو قذف الناس بالباطل، أن نقول بكل موضوعية تاريخية بأن هذا "الشبل" المتهم بالمساهمة في جريمة القتل المدعو حامي الدين عبد العالي، هُوَ مِنْ ذَاكَ "الأسد" المدعو عبد الإله بنكيران الداعية بالقتل الذي اتخذ من مساجد الرحمان منابر لِتَمْجِيد جريمة اغتيال عمر بنجلون الإنسان.

ويشاء رب العزة والجلالة -مع فيض من شديد بَأْسِهِ-  أَن يكشف "عظمة ما خفي" من جرائم الإرهاب والتكفير لتنظيمات الإسلام السياسي بالمغرب.. فَرَغْمَ مرور 43 سنة على جريمة قتل عمر بنجلون الإنسان، ها نحن كأجيال جديدة نتابع عند زمن الهواتف الذكية ومواقع السوشيال ميديا  مطاردة الأرواح المقتولة لتنظيم العدالة والتنمية الذي يُرْهِبُنَا بِفَتْح أبواب جهنم .

ومع اقتراب ساعة ذكرى الاغتيال نبوح بهذا الاشتياق الجميل لِعَبَقِ النضال الملتزم المسنود بالوضوح والرؤية السليمة:

استيقظ يا عمر لقد كسرت ثورة الأرواح المقتولة جدار الصمت وعبرت عن وعي نابض تجاوز حاجز الخوف.

استيقظ يا عمر؛ هذه ذكرى اغتيالك تكشف الغطاء عن أخطر جرائم الإسلام السياسي ضد النضال من أجل الاشتراكية والحداثة والديمقراطية.

عودٌ على أو إلى بدءٍ، واهمٌ من يعتقد أن خيانة الشهداء قد تتحول إلى انتصار سياسي. بهذا النَفَس وروح المقاومة، ورغم أن الطريق طويل وعسير، فإننا -كشباب حداثي شعبي- مسلحون بالعزيمة، الأمل وابتسامة عمر بنجلون الإنسان مهندس استراتيجية النضال الديمقراطي .

فاستيقظ يا عمر ولا تَنَم، ولا تُعاتبني إذا وَجدتَ حِزْبَكَ مُطْمئِنًّا في "نعيم" حكومة العدالة والتنمية والوطن أمام أبواب جهنم!

- عبد المجيد مومر الزيراوي، رئيس الاختيار الحداثي الشعبي