الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف برادة: عندما تصبح الكراهية عقيدة (2)

عبد اللطيف برادة: عندما تصبح الكراهية عقيدة (2) عبد اللطيف برادة
اعترض على الرؤى المتعالية التي تنظر تارة إلى فوق
تم تنظر تارة أخرى وبكل احتقار إلى أدنى
اعترض لأنه ليس هناك من هو أعلى شانا من الأخر
قد تشير قصيدتي لمن يمعن إلى كل متطاول يضن في سواه سوء الضن وفي نفسه كمال الخلق
كل من يضن في نفسه ما يضن لمجرد انه يعتقد انه الأجود في الكون
ذالك الذي يضن في نفسه انه الأنفع لمجرد انه يركض كما يفعل الكل وراء لقمة العيش ثم يتطاول على الغير
ولما لا وهكذا تفعل الخنفساء وهي تجرب مخالبها إلى جحرها كرية التراب مسترجعة أعقابها إلى الوراء
ولما لا وهكذا يفعل العنكبوت وهو يتدلى من عوارض السقف حيث ينسج البيت إلى الأعلى
ولهذا اعترض على كل من يتكبر معتبر إياه مجرد متغطرس آفاق
ويا للمهزلة يتكبر لمجرد انه يحمل بطاقة بنك تغدق عليه من دون حساب مع دنو آخر الشهر
ولما لا فليتكبر
ولما لا وقد اعتبره أنا بدوري مجرد فراغ وسط حلقنة دخان ينفثه غليوني الغاضب
ولما لا فليتكبر
فليفعل وسيغدو اقل شئنا عندي من شعرة في رأسي
انه لأمر غريب أن يتعالى شخص لمجرد انه يأكل ويشرب بشراهة
لمجرد انه يصرف من جيبه الخاص
لمجرد انه يصرف على نفسه بكرم حاتم الطائي فانه يتعالى على الكل
ينتصب وسط الجمع وكأنه الهرم
إنني بدوري اعتبر بائع الخضر الجوال ليس اقل شئنا من الغير
اعتبر ماسح الأحذية ليس اقل شئنا
اعتبر الكادح في حقل الزرع أو منظف المراحيض ليس اقل شئنا
ومن بين اسطري سأسلم على كل كادح ارسم قبلة على جبينه
اقسم وفي نفسي ما احمله من صدق القول إنني لا أعتبر أحدا اقل شئنا من الآخر
اقسم إنني لن احتقر أحدا إلا من يتعالى ويتكبر
لا تتساءل أيها القارئ وأنت تنظر إلى كلماتي عمن أكون
لا أسالك أنا بدوري من تكون فلا يهمني هذا
لا أسالك عن ما تملك فلا يهمني هذا
لا أسالك عن ما تفعل
أنت لن تفعل شيئا ولن تكون شيئا إلا ما قدرلك أن تكون
وأنا بدوري قد انتظرت طويلا إلى حين يأتي زمني
وسوف يكون اليوم لي
قد افعل الخير ما استطعت
وحق الإله سأضع أوتار قلبي رهينة بين أيديكم
مناديا عن العازف الأمهر كي يتقدم
ها هي ذي الأوتار الحرة بين أيديكم
فلتتقدموا كي أتحسس أصابعكم
وليتعالى صوتكم ونبركم العالي
أتقدم مناديا أحبائي وخلصائي
جئتكم اليوم كي اتمم البناء من الداخل وتمهيداته
لاتهمني الأعمدة ولا الجدران بل بناء الإنسان
هذا قلمي و معولي سابني واهدم
أين أتنم أحبائي
الناس حولي لكنهم ليسوا أحبائي
هم الطامعون فرحين أشرارا حقيقيين