الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

الأصوليون يحتمون بشيوخ الكراهية بالخارج لمواجهة خصوم «البيجيدي»

الأصوليون يحتمون بشيوخ الكراهية بالخارج لمواجهة خصوم «البيجيدي» صورة مركبة لسعد الدين العثماني مع رموز التطرف و الكراهية

تنامت في السنوات الأخيرة زيارات رموز التطرف و"سفراء" الدم للمغرب بدعوة من حركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية وبعض الجمعيات التي تدور في فلك حزب العدالة والتنمية الذي يوظف شيوخ "الفتنة" و"الطائفية" للاستقواء في مواجهة خصوم الأصوليين، كما تعد هذه الزيارات نوعا من استعراض العضلات وبت رسائل مشفرة للدولة ومختلف القوى الديمقراطية والحداثية في البلاد، خصوصا أن معظم هؤلاء الشيوخ المتطرفين من رموز التنظيم العالمي للإخوان المسلمين المسجل في قوائم الحركات الإرهابية في عدة دول. كما تجند لهم مختلف طاقات "البيجيدي" وحركة "الإصلاح والتوحيد"، بما فيها توظيف حضور الحزب الأصولي على رأس جماعات ترابية وسائل الدعم والتمويل.

 

ويمكن أن نذكر على سبيل المثال دعم رئيس جماعة مكناس بشكل واضح لزيارة المتطرف السوري المقيم بالأردن راتب النابلسي المعروف بمناهضته لقيم الحداثة وحقوق الإنسان، والذي سبق أن منع من دخول الدانمارك. ولعل اللافت للانتباه أن زيارة رموز التطرف تتزامن مع لحظات مفصلية في المشهد السياسي للبلاد، فزيارة المتطرف المصري عمر عبد الكافي للمغرب تأتي في سياق ارتفاع حدة السخط والغضب الشعبي تجاه حكومة العثماني بعد فشلها الذريع في تحقيق الوعود التي أطلقها "البيجيدي" في حملاته الانتخابية السابقة، وهي نوع من "تخدير" المشاعر الدينية للمغاربة وترويج خطاب خرافي ومحاولة للهروب من المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية عبر توظيف سلاح الدين، تماما كما حدث إبان الخطة الوطنية لإدماج المرأة والتنمية حيث تم حينها استدعاء كبار رموز التطرف مثل العريفي ويوسف القرضاوي وعدد من أقطاب الإخوان المسلمين.

 

وهو الأمر الذي أضحى يفرض على الدولة التدخل لمنع زيارات هؤلاء لأنها تجاوزت حرية التعبير إلى انتهاك دستور وقوانين البلاد التي تؤكد التزام الدولة باحترام حقوق الإنسان وضمان المساواة بين الجنسين بعيدا عن الرؤى الأحادية أو التفسيرات الخرافية أو المتزمتة للدين. كما يفرض الأمر تحركا جديا للقوى الديمقراطية والحداثية لمجابهة الوضع بدل الاكتفاء بموقف المتفرج، فالأمر لا يتعلق فقط بمضامين خطاب يجنح نحو الحقد والتطرف والكراهية، بل الأخطر من ذلك هو حجم تداعياته وتأثيره على المجتمع المغربي، ولا أدل على ذلك ما تشهده عدد من المدن المغربية من تنامي حالات تطبيق "شرع اليد"، والتي تعد بمثابة دق لناقوس الخطر إزاء اكتساح دائرة التطرف والكراهية للمجتمع المغربي علما أن المغاربة عرفوا وعلى مدى قرون بتدينهم القائم على الاعتدال والتسامح وقبول الاختلاف ونبذ العنف والكراهية.

 

"الوطن الآن"، وسعيا منها إلى تسليط الضوء على موضوع "تلغيم" الشارع المغربي ومدرجات الجامعات وصالونات المؤسسات العمومية بأصوات دعاة الحقد والتطرف والكراهية، قامت بجرد أهم زيارات أقطاب الحركة الأصولية الذين استباحوا أرض المغرب بدعوة من ممثل الإخوان المسلمين بالمغرب المتجسد في حركة التوحيد والإصلاح وذراعها السياسي حزب العدالة والتنمية، كما استضافت باحثين وفعاليات سياسية وحقوقية ومدنية وأعدت الملف التالي.