الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو: من بؤس الثقافة السيّاسية؟

مصطفى ملكو: من بؤس الثقافة السيّاسية؟ مصطفى ملكو

نُخَب تَدَّعي النقاء السياسي وتُنَجِّسُ الآخر؛ نخب تَدَّعي الحكمة وتسفِّه الآخر؛

نخب تَدَّعي الوفاء وتخوِّن الآخر؛

الجميعُ يُقَرِّع الجميع ولا أحَدَ يَنْكَبُّ على التمحيص والتشخيص للأسباب الحقيقية لبؤس السياسة التي ساهم فيها الجميع بدون استثناء.

نُخب تنشر غسيلها الوسخ على صفحات الجرائد وفي فضاءات النِّتْ في غياب تام للحس السياسي الذي من ضمنه مصارحة الذات بالأخطاء، الذي من ضمنه معانقة هموم الجماهير.

أَوَ ليست السياسية بالتعريف الأولي النَّبيل هي سؤال أسباب العيش الكريم بالمدينة وليس سؤال الشخصنة و تيه الذات؟

بئس السائل والمسؤول!

ومع كلّ هذا تراهم مستغربين من شعب أدار لهم ضهره وللسياسة من القَرف؟

إنّ ضُعْفُ الأحزاب من ضُعْف صدقيّتها؛ أحزاب تاهت في ردهات الحكم واللهاث وراء التكسب.

إن الأحزاب تفقد نضاليتها إذا أصبح همُّها الوحيد هو الكراسي الحكومية الفارهة والمقاعد البرلمانية الوثيرة عن طريق تراضيات وتوافقات سياسوية فوقية. بذلك تفقد من جاذبيّتها ولم تعد قادرة على تعبئة القوات الشّعبية، وبالتالي يتولّد بون شاسع بين الجماهير وبين النخب الحزبية ينجم عنه فقدان الثقة في هذه الأحزاب وفي شعاراتها التي لم تعد تُلهب الحماس ولم تعد تُجَسِّد التغيير المنشود؟