الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

محمد الأمين موراد: بئر كندوز بوابة المغرب على إفريقيا مؤهل ليكون عاصمة إقليم أوسرد

محمد الأمين موراد: بئر كندوز بوابة المغرب على إفريقيا مؤهل ليكون عاصمة إقليم أوسرد محمد الأمين موراد

عرف إقليم أوسرد الفتي، التابع لجهة الداخلة وادي الذهب، في البداية صعوبة في اختيار المركز الذي يصلح كمقر للإقليم. فقد تم اختيار مركز أوسرد، لكن صعوبات كبيرة حالت دون تفعيل هذا الاختيار، ليتم اختيار مركز بئر كندوز كبديل. "أنفاس بريس" ناقشت الموضوع من حيث الأسباب والآفاق مع محمد الأمين موراد، رئيس مركز الداخلة للدراسات الاستراتيجية وحقوق الإنسان، عبر الحوار التالي:

+ تم اختيار بئر كنوز منذ 1999 كي يكون مقرا  لعمالة إقليم أوسرد التابع لجهة الداخلة وادي الذهب، لكن لم يتم تفعيل هذا الاختيار، يقول البعض، لأنه موقع غير جاذب للاستثمار وللاستقرار، فما هو رأيك؟

- اسمحوا لي أن أصحح بعض المعلومات بسؤالكم، لقد تم إحداث إقليم أوسرد بموجب مرسوم شهر ديسمبر 1998 وقد وقع الاختيار حينها على مركز أوسرد كمقر للإقليم، وهو الاختيار الذي واجه العديد من الصعوبات الطبيعية رغم الجهد التنموي الكبير الذي بذلته الدولة حينها من أجل إنجاح هذا الاختيار، حيث اصطدم بمشكل ندرة المياه بهذا المركز والكلفة المالية الكبيرة لإيصال القدر الكافي لإحداث قطب حضري صاعد بهذا الإقليم الفتي.

ومنذ ذلك الحين والإقليم يعاني من حسم الخيار في الحسم في المركز الذي سيقع عليه الاختيار ليشكل نواة هذا الإقليم، إلى أن وقع الاختيار مؤخرا، خاصة مع بداية الألفية الثانية، على مركز بئر كندوز كبوابة للمغرب على بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، فضلا عن ما يتمتع به من مؤهلات طبيعية هامة تؤهله ليلعب هذا الدور.

+ مؤخرا انتبه صناع القرار إلى أن بئر كندوز فعلا يشكل موقعا ممتازا كي يكون مقرا لإقليم أوسرد،  ويتجلى ذلك بما عرفه  بئر كندوز من إحداث عدة مرافق ومنشآت، من مقر الجماعة والوقاية المدنية  ومدرسة، إلخ... وخلقت منه نواة حضرية قابلة للتوسع مع الترخيص لإحداث تجزئات سكنية جديدة.. فما هي في نظرك الضمانات لنجاح تجربة بئر كندوز كمقر لإقليم اوسرد، خاصة بعد فشل مجموعة من الأقطاب الحضرية تم فتحها في الصحراء فيما سميت بمدن العودة التي تحولت إلى خراب وأطلال ودور  مهجورة؟ ثم ما هي الآفاق الواعدة  لبئر كندوز كمستقطب للاستثمار والسكان بفضل موقعه المتميز  على المحور الطرقي بين المغرب وموريتانيا، بل وأفريقيا؟

- أعتقد، وهذا رأيي الشخصي، أن مركز بئر كندوز أضحى اليوم نقطة جذب واهتمام، سواء على مستوى الساكنة المحلية أو على مستوى الاستثمار الخاصة والعمومية، لما يتميز به هذا الأخير من موقع جيواستراتيجي يؤهله ليكون نقطة وصل بين المغرب وبلدان إفريقيا غرب الصحراء، خاصة السوق الواعدة ببلدان غرب إفريقيا.

وبالفعل فمركز بئر كندوز يعرف الآن تظافر الجهود التنموية لعدد من المتدخلين، حيث شارفت الأعمال على الانتهاء بمرفأ الصيد بقرية الصيد لمهيريز، و ستنطلق أشغال تهيئة وتجهيز العديد من التجزئات العقارية بالمركز المذكور، وعلى رأسها المنطقة الصناعية المينائية ومنطقة الأنشطة الحرفية وعدد من التجزئات السكنية.

ومن أجل تلبية الطلب المتزايد على السكن تم إطلاق الدراسات التقنية المتعلقة بإنجاز تجزئة وبناء 500 سكن اجتماعي بتمويل من طرف مجلس جهة الداخلة وادي الذهب.

المجلس الإقليمي لأوسرد هو الآخر خصص غلاف مالي يقدر بـ 12 مليون كل سنة من أجل تمويل عدد من المشاريع التنموية بالإقليم، وعلى رأسها بناء مستشفى إقليمي للقرب بمركز بئر كندوز سيعزز من جودة الخدمات الصحية بالإقليم.

هذا دون أن نغفل الحركية التجارية الكبيرة التي أضحى يعرفها المركز الحدودي الكركرات ورقم المعاملات التجارية الكبيرة التي يتم تحقيقها.

هذه كلها مؤشرات تبعث على التفاؤل في تحقيق التنمية المنشودة بهذا الإقليم الفتي، والتي لا يمكن أن تكلل بالنجاح إلا من خلال التناغم الحاصل حاليا بين المجالس المنتخبة والسلطة الإقليمية ممثلة في شخص عامل الإقليم السيد عبد الرحمان الجوهري.

وهنا لابد من شهادة تقدير واعتراف في حق هذا الرجل الذي واكبناه عن قرب، ولامس فيه الجميع تواضعا منقطع النظير، ونكرانا للذات مقرونا بخصال لغة الإنصات والقرب من الجميع، إذ فقط بهذه المنهجية وحدها يمكن التغلب على كافة الصعوبات.