الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

د.تدمري : في تبيان الفصل بين النقد والمضمر من الأحقاد.

د.تدمري : في تبيان الفصل بين النقد والمضمر من الأحقاد. د.تدمري عبد الوهاب
من خلال تتبعي لبعض الردود الايجابية ، وما تتسم به من نقد موضوعي  يسعى الى تطوير ما يشهده الريف، بشكل خاص والمغرب بشكل عام ،من نقاشات و مبادرات  فردية وجماعية تروم الى تجاوز الوضع المحجوز الذي يعيشه كل من الدولة والمجتمع نتيجة احتدام الصراع الاجتماعي والسياسي، على خلفية  ما نشهده من أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية يجمع المراقبون والمهتمون بالشأن المغربي ؛ من شخصيات ومؤسسات دولية ،على كونها تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة  واستقرار البلد. و تنذر بمستقبل قاتم وغامض ان لم تتدخل الدولة لإيجاد حلول جذرية وشاملة للأزمة التي تهدد المغرب ،وذلك بالقطع مع ممارسات الماضي ،و الانتقال إلى الديمقراطية ، واحترام حقوق الإنسان ،وإطلاق سراح كافة  نشطاء الحراك الشعبي ، ومحاربة الفساد وكل أشكال الريع الاقتصادي والسياسي ،وإعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
فأنني فعلا  اقف اجلالا واحتراما  لاصحاب هذه الكتابات والردود  سواء كانت من الداخل او من خارج الوطن،  لما تشكله من إضافات نوعية ، وتصويب لهذه الديناميات وما تطرحه من نقاشات موضوعاتية أو من آليات لتصريفها.
لكن من خلال تتبعي كذلك لبعض  الردود الاخرى. وما تطفح به من حقد   بين ، ينأى بأصحابها عن مجال النقد الموضوعي، ويرمي بهم  بالمقابل ليصطفوا في الطابور الخامس الذي يسعى الى تبخيس ما قدمته و تقدمه  بعض الإطارات المدنية والحقوقية سواء بالريف اوفي عموم الوطن او خارجه، من عمل جاد و داعم للحراك وللمعتقلين حتى وان كان متواضعا نظرا لقلة إمكانياتها و محاصرة الدولة  المخزنية لكل أنشطتها بالنسبة لإطارات الداخل .وهو ما يعكس كذلك تلك الضغينة الفاضحة لأصحابها على أي عمل منظم ، و على كل ما ما يتم طرحه من مبادرات ومشاريع حلول لهذه الأوضاع كمساهة منها  للتاثير على ما يتم فبركته من سيناريوهات محتملة للخروج من واقع الأزمة التى يمر بها الريف وكل الوطن ،والارتقاء بهذه المبادرات المدنية لأن تصبح في صلب النقاشات العمومية حتى تكتسب مشروعيتها الشعبية  الضرورية لتحويلها الى قوة اقتراحية قادرة على التأثير في دوائر صنع القرار. لان الكل يعلم أن الحلول الترقيعية او الامنية والاعتقالات التعسفية ، ما عادت تجدي نفعا امام ما نحن عليه من ازمة بنيوية عميقة  تتسم بالتنافر بين الدولة والمجتمع، وارتفاع منسوب الكراهية ازاءها وإزاء مؤسساتها الدستورية من احزاب ومؤسسات منتخب،ة التي اقتنع غالبية الشعب المغربي على كونها تشكل جزءا من الازمة وليس من الحل .
فإنني فعلا اتحسر على ما وصل إليه هؤلاء من دناءة ،وقلة النفس ،خاصة عندما أراجع سيرتهم الذاتية فأجد منهم، من كان إلى عهد قريب يقوم بحملات انتخابية لصالح أحزاب مخزنية ،او منهم من كان يحابي ود بعض زعامات الاصالة والمعاصرة من أجل منصب شغل لانفسهم او لذويهم ،و منهم من استفاد فعلا من الريع المخزني ولا يزال ،حتى أصبحوا ممن ينطبق عليهم المثل يأكلون الغلة ويلعنون الملة.
اني فعلا اشفق على هذا النوع من" المناضلين"  الذين يدعون ما ليسوا عليه، فتراهم يفجرون احقادهم على الشرفاء   من هذا الوطن وما تبقى فيه من إطارات مناضلة ، انتقاما لما افتقدوه من شرف و كرامة ،و يظهرون للعامة  نقدهم لأولياء نعمتهم ،هذا في الوقت الذي يبلغوتهم في السر عن كل صغيرة وكبيرة.
اقول لهؤلاء الريع المخزني سيلازمكم الى يوم تبعثون ،ومهما تزايدتم فان الكرامة  لا يمكن ان تستردوها بمثل هذه الاساليب التخوينية والتبخيسية بعد ان حولتموها إلى سلعة خاضعة للمقايضة .وان تقربكم المصطنع من المعتقلين و عائلاتهم لن يشفع لكم دنائتكم وما انتم عليه من خسة   ووضاعة اصبحت مكشوفة للجميع.