حان الوقت ليقفل المغرب بالشمع الأحمر كل المؤسسات الجامعية (من كليات ومعاهد ومدارس عليا) المختصة في الحقوق والاقتصاد والتسيير، ويتخلص من أوجاع تكوين النخب الإدارية والمالية التي تغذي الإدارات والأبناك والشركات والمؤسسات العمومية بالأطر.
فحسب الفقيه العلامة الدكتور الطبيب المختص آية الله في العلم و"لقراية"، رئيس حكومتنا الشيخ الوقور الفاضل الحكيم الموسوعي سعد الدين العثماني، فإن الموغريب لا يعرف أي أزمة مالية !!
المبرر الذي قدمه القطب الرباني العثماني، ثاني شخص في هرم الدولة، في جواب له على برلمانية من كون الموغريب ليست فيه أزمة مالية، يتجلى في أن "البرلمانيين يتقاضون رواتبهم السمينة كل شهر"!! وكأن صرف التعويضات (أصلا ليست رواتب) الباهضة للوزراء والبرلمانيين مؤشر على سلامة ومتانة الصحة المالية لبلد ما. علما أن دولا تعيش حروبا دموية ويتم صرف الأجور للموظفين، فأحرى التعويضات للسياسيين.
لا أفهم كيف أن مسؤولا يجالس الملوك والرؤساء والوزراء الأجانب والسفراء ومدراء المنظمات الدولية و خبراء الصناديق المالية العالمية و"لا يقشع حتى وزة" في أبجديات الاقتصاد، إذ حتى لو كان المرء "دمدومة" أو "سطل مقرقب"، فإن حظوة مجالسة كبار الشخصيات الوطنية والأجنبية كفيلة بأن يتعلم الإنسان بالسمع والملاحظة، فما بالك لوكان زعيم حزب مفروض انه محاط بخلايا تفكير وبخبراء ولجن تقنية تغذي معارفه وتوسع متن مداركه.
من الأحسن للعثماني أن يلتحق بنادي التشرميل بأحد أحزمة البؤس بمدننا، أما تسيير الشأن العام فـ "بزاف عليه" !!
ولله في خلقه شؤون.