الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف: أطفالنا الذين بين أيدينا، وخيار التعبئة أو تدمير جيل بأكمله

محمد عطيف: أطفالنا الذين بين أيدينا، وخيار التعبئة أو تدمير جيل بأكمله

سمعت اليوم حوارا قصيرا دار بين أم و طفلها الذي لا يتجاوز الثلاث سنوات من عمره، حيث كانا عائدين على ما يبدو من روض للأطفال أو من مدرسة خصوصية.

قال الطفل لأمه محتجا: ماما المعلمة ضربتني اليوم.

سألته الأم: و علاش ضرباتك أوليدي.

أجابها الطفل غاضبا: حيت كنت تنلعب مع صحابي و ما خلاتنيش.

هذا الحوار القصير جعلني أنتبه إلى موضوع هام و خطير، موضوع لا نعطيه ما يستحق من اهتمام، وهو موضوع الطفولة.

فالآباء و الأمهات - إذا ما استثنينا فئة قليلة جدا - يعتبرون أنفسهم معنيين فقط بتوفير حاجياتهم المرتبطة بالأكل و اللباس و التطبيب و التمدرس، وغير معنيين بتوفير حاجياتهم الأخرى الكثيرة، والمرتبطة بتكوين شخصيتهم والإجابة على أسئلتهم المقلقة، تاركين هذه المهمة للشارع و المدرسة.

أما التعليم فحاله معروف، حيث يعتمد أساسا على التلقين، و لا وجود فيه لأنشطة ثقافية و رياضية يحتاجها الأطفال أكثر من أي شيء آخر و هم في بداية المشوار.

و الإعلام العمومي بدوره مريض، كل ما يهمه من قضية طفولتنا هو استغلال صورتها في إشهارات لشركات كبرى تدفع المجتمع - والأطفال خصوصا - إلى استهلاك منتوجاتها و لا شيء غير ذلك. أما البرامج التلفزية الموجهة إلى هذه الفئة فإنها تفتقر إلى المهنية و الاحترافية المطلوبة، حيث أن أطفال اليوم هو من الذكاء والنباهة التي لم تعد تنفع معها تلك البرامج البليدة التي لا تفيد أحدا، و التي لا يشاهدها أطفالنا لأنها دون مستواهم و دون ذكائهم.

فلننتبه إلى هذا الموضوع، ولنجعل من أنفسنا مدافعين عن طفولتنا، ما دامت في مرحلة غير قادرة عن الدفاع عن نفسها، خاصة وأن مرحلة الطفولة تكتسي أهميتها من كونها المرحلة التي تتكون فيها شخصية الإنسان، إيجابا وسلبا.