مشاركتهما معا في الحكومة نفسها، لم يكن يعني إطلاقا وجود بوادر الانسجام والتآلف بينهما. وذلك ما تم الكشف عنه من خلال الكثير من التصريحات والتصريحات المضادة التي خرجت إن من بيت التجمع الوطني للأحرار أو محراب العدالة والتنمية. والتي لم تكن تنم سوى عن تمكن عناصر الاختلاف من طبيعة العلاقة التي تربطهما كحزبين يعدان من أبرز الهيآت السياسية المغربية.
وليس هذا فحسب، وإنما وفق آخر التداعيات المتناسلة عن ذلك الصدام الظاهر الخفي، أن "المصباح" انتقل إلى شخصنة النزاع ووجهه بالخصوص إلى عزيز أخنوش التجمعي، خاصة منذ بداية العد العكسي لحلول موعد انعقاد مؤتمر "الحمامة". هذا الأخير الذي يرجح أن ينتهي بتولي أخنوش الرئاسة خلفا لصلاح الدين مزوار المستقيل.
وفي هذا الصدد، جرَّت هذه التطورات مجموعة من المتتبعين إلى إبداء وجهات نظرهم منها. وذلك كما جاء في واحدة على صفحات الفضاء الأزرق التي تقول بأن لا حديث اليوم في صفوف العدالة والتنمية إلا عن الخطر القادم من بوزنيقة، والذي يهدد الحزب وحضوره في المشهد السياسي الوطني، ألا وهو عزيز أخنوش كرئيس مرتقب للتجمع الوطني للأحرار. إذ ومنذ استقالة مزوار، تشير التدوينة، والحديث عن أخنوش كخلف له وبال العدالة والتنمية لم يهنأ، والنوم يفارق عيون بنكيران وإخوانه.
ويضيف التعليق، أن لأخنوش منسوب من المصداقية والنزاهة والكفاءة والتضحية لا يتوفر في إخوان بنكيران الذين ظهرت عيوبهم للعموم: بيت النعاس فالوزارة عند اعمارة، فيلا الخلفي الفخمة، المغامرات الجنسية والعلاقات الغرامية عند الشوباني وبنخلدون وباحماد والنجاز وبوانو والزاهيدي، الانتهازية والمحسوبية في اقتراح المقربين للعمل في الدواوين وللترشح في اللوائح الوطنية (أخت الشوباني، بنت أفتاتي، زوجة حامي الدين..).
وفي موضع آخر، تساءل آخرون حول ما إذا كان لمصداقية أخنوش ورصيد ثقة تجاه مختلف الفئات السوسيواقتصادية في (نقابات، رجال أعمال، مجتمع مدني، فرقاء سياسيين وحزبيين..)، النصيب الأوفر في أن يكون محط غيرة من قبل العدالة والتنمية، وكذا بفعل التقدير والمكانة التي يحظى بها لدى المواطن العادي وأعلى السلطات على حد سواء، بل وإزاء فاعلين خارجين يقدرون كفاءة الرجل ونخوته؟.
إلى هنا بقي التساؤل معلقا، والأيام القليلة القادمة كفيلة بمد المتسائلين وغيرهم بالجواب الشافي.