كنا في "أسبوعية الوطن الآن" السباقين لنشر تفاصيل دقيقة في مقالين صدرا تباعا سنة 2013، حول موضوع سطو الفرقة الألمانية الموسيقية العالمية "ديسدانتنdissidinten "، على حقوق ملكية أغنيتي (فعيش رغيد) و(ليل وناس)، لصاحبهما كلمات وألحان، الفنان مصطفى اهباض، زوج سكينة الصفدي (جيل جيلالة)، أيقونة المجموعات الغنائية الشعبية المُلتزمة. وقد حصل الفنان مصطفى اهباض في 10 أكتوبر الجاري، على حكم ابتدائي من المحكمة التجارية بالبيضاء، أنصفه وأدان الفرقة الألمانية التي يبدو أنها دخلت لمنعطف خطير، يمكن أن يجهز على ماضيها وحاضرها الفني، حيث كانت منذ بداية سنوات الثمانينات من القرن الماضي، قد نسقت وتعاونت مع العديد من الفرق الموسيقية في إفريقيا والهند وأوروبا، لإنجاز العديد من الألبومات الغنائية، وسطع نجمها في سنوات الثمانينات والتسعيينات، ولازالت إلى حدود اليوم تسوِّقُ هذه الألبومات بكافة الوسائل التقنية المتاحة من بينها القرص المدمج (سيدي - ديفيدي) والإنترنت إلخ.. وقد شاركت في الماضي ولا تزال تشارك في حفلات فنية، بالعديد من دول العالم من بينها المغرب.
وتعود تفاصيل القضية إلى سنة 2012 حين اكتشف مصطفى اهباض رفقة زوجته، سطو الفرقة الألمانية على الأغنيتين موضوع الدعوى القضائية، إذ قامت المجموعة الألمانية بإعادة إنتاجهما وتوزيعهما وتسويقهما بكافة الوسائل التقنية المُتاحة، منذ أواسط سنوات الثمانينات إلى غاية اليوم، دون علم أو ترخيص من الفنان "مصطفى اهباض" المالك الأصلي لهما، واستفادت من أرباح جنتها من وراء ذلك، منذ أكثر من 24 سنة، كما أنجزت "فيديو كليب" بواسطة إحداهما (ليل وناس) وبدَّلت عنوانها لعنوان آخر باللغة الألمانية (out of this world) بمعنى (خارج هذا العالم)، وهو عنوان الألبوم الذي تضمن الأغنية بالكلمات واللحن الأصلي لها، كما غيَّرت الفرقة الألمانية عنوان الأغنية الأولى (فعيش رغيد) إلى العنوانberlin beduin ، بمعنى "بدو برلين"، وبالاستماع إليهما كما أعادت تسجيلهما وتسويقهما الفرقة الألمانية، يتضح أنه تمت تأديتهما باللهجة الدارجة المغربية بواسطة "مؤدين" يتقنون اللهجة المغربية العربية، وكان مصطفى اهباض وزوجته سكينة قد اتصلا منذ سنة 2012، بأعضاء الفرقة (الثلاثة) لإنذارهم بتبعات ما قاموا به من فعل مناف للمواثيق الدولية والقوانين الخاصة بحماية حقوق الملكية الفكرية للمصنفات الموسيقية، وحثهم على تسوية الأمر بطريقة حبية قبل التوجه للقضاء، لكن لم يعرف المشكل طريقا للحل، ما جعلهما يتوجهان للقضاء لقول كلمته في الموضوع، رغم أن العديد من الأشخاص حسب تصريحات لـ "أهباض" شككوا أو تعمدوا التشكيك، في مسألة حصوله على حقوقه المشروعة، كما أوضح أن بعض المسؤولين تخلوا عنه وعن مساندته وتركوه في مواجهة المشكل لوحده، رغم أن الأمر يتعلق بأغنيتين مغربيتين مُصرح بهما في مكتب حقوق التأليف المغربي و"صاصيم" بباريس، إلا أن "مصطفى" وبمتابعة ومساندة قوية من زوجته الفنانة "سكينة"، طرقا معا باب وزير الاتصال مصطفى الخلفي وإدارة المكتب المغربي لحقوق ونقابة فنية موسيقية، دون أن يتمكنا من إيجاد حلول فعلية للمشكل، وكانا قد توجها لمكتب محامي معروف بالدار البيضاء، رفع دعوى قضائية بالمحكمة التجارية، في مواجهة (ديسدانتن) وقدَّمَ للمحكمة أدلة ملكية الأغنيتين واستغلالها من طرف الفرقة الألمانية وأصل مقالين سابقين صدرا بأسبوعية "الوطن الآن" كما هو مبين في أصل الحكم، ويشرحان تفاصيل تصريح مصطفى اهباض بالأغنيتين ويوضحان عملية السطو على الأغنيتين، وباشر المحامي إجراءات استرجاع موكله لحقوقه، إلى أن أصدرت المحكمة التجارية بالدار البيضاء بتاريخ 10/10/ 2016، حكما (ابتدائيا) رقم (9041) في ملف هذه القضية تحت رقم (777/8211 / 2015)، إذ حكمت ابتدائيا حسب
أصل الحكم المحفوظ بكتابة الضبط بالمحكمة التجارية بالدار البيضاء (تتوفر "أنفاس بريس" على نسخة منه)، حكمت / حضوريا في حق المدعي الفنان (مصطفى اهباض) وبمثابة حضوري في حق المدعي عليه (العضو الأول من الفرقة الألمانية) وغيابيا (في حق المدعي عليهما الثاني والثالث "العضوين الآخرين من نفس المجموعة") وحضوريا في حق المدعى عليها الرابعة شركة ديسيدانتن و"إكزيل ميوزيك بروديكسيون" بقبول الدعوى في الشكل، وفي الموضوع بأداء أعضاء فرقة ديسدنتن الألمانيين الثلاثة، تعويض عن الضرر مع سريان الفوائد القانونية في حق المدعى عليها الرابعة (شركة الإنتاج والتوزيع) من تاريخ الطلب إلى تاريخ الأداء، كما حكمت المحكمة بتحديد مدة الإكراه البدني في الأدنى بخصوص المدعى عليهم (أعضاء الفرقة الثلاثة) ونشرِ الحكم بعد صيرورته نهائيا على نفقة المدعى عليهم، بجريدتين إحداهما باللغة العربية والأخرى بالفرنسية، وتحميلهم الصائر، وبرفض طلبات أخرى كان قد تقدم بها دفاع "مصطفى أهباض" من بينها تعويضا عن الضرر أعلى بكثير من التعويض الذي صدر بالحكم، ورفض طلب نشر الحكم بجريدة باللغة الإنجليزية ورفض طلب إتلاف كافة المنتجات الصوتية المتضمنة للأغنيتين، إذ رأت هيئة المحكمة التي أصدرت حكمها في القضية أن هذا الطلب الأخير - ليس له ما يُبررهُ - حسب ما جاء في أصل الحكم.
في انتظار ما ستؤول إليه القضية بعد الاستئناف، حيث أكد مصطفى أهباض في لقاء مع "أنفاس بريس" أنه سيستأنف الحكم.
ترقبوا تفاصيل أخرى حصريا على موقع "أنفاس بريس" و"أسبوعية الوطن الآن".