الأحد 8 سبتمبر 2024
منبر أنفاس

أشرف طانطو: رسالة لبلافريج.. الطربوش والجلباب تراث وطني ومن دخل البرلمان خادم للمخزن

أشرف طانطو: رسالة لبلافريج.. الطربوش والجلباب تراث وطني ومن دخل البرلمان خادم للمخزن

وأنا أتابع إفتتاح الدورة البرلمانية التشريعية الأولى برئاسة الملك محمد السادس، وما واكبها من ردود فعل شعبوية لعدد كبير من أفراد فدرالية اليسار، حول ذهاب عمر بلافريج للبرلمان من دون جلباب وطربوش أحمر، عوضهما بسلهام وطربوش أبيض.

شعرت بنوع من الأسى السياسي، من جراء الممارسات الشعبوية التي تهدف للتغرير بالمواطن البسيط وإستمالته عن طريق تأويلات رنانة ومضخمة من قبيل أن  :

بلافريج تحدى المخزن في عقر داره.

بلافريج قاطع الطقوس المخزنية " الطربوش الأحمر والجلباب".

بلافريج خرج عن قطيع العبيد، عبيد المخزن....

فللأمانة مثل هذه التأويلات البهلوانية، تزيد من إندحار اليسار بالمغرب.

بل تدق اخر المسامير في نعش رصانة ومصداقية ذلك اليسار.

أ لا يعرف أصحاب تلك التعليقات المبلقنة، أن المواطن لديه عقل ليميز به ويعرف المزايدات من النضال الحقيقي وأننا في القرن 21 حيث سقطت أسطورة الزعيم السياسي التي كانت شائعة في السبعينيات.

ولو كان التخلي عن الجلباب والطربوش الأحمر، سيحل جميع المشاكل التي يتخبط فيها المغاربة والمغرب.

لراسلت جلالة الملك محمد السادس وطلبت منه التخلي كليا عن ذلك اللباس، لكن طبعا الأمر لا علاقة له باللباس أبدا.

وهذه رسالتي لعمر بلافريج وفدرالية اليسار :

كما يقولون " ذكر فإن الذكر تنفع المؤمنين " وبالتالي لا بأس بالتذكير بخطاب ظل يردد طوال الخمس سنوات الأخيرة من طرف فدرالية اليسار على لسان السيدة نبيلة منيب

" لن ندخل للبرلمان مادام المخزن هو من يتحكم في مدخلات ومخرجات القبة التشريعية "

يا سيدي البرلماني المحترم، الأمانة والمبادئ، لا تتجلى في التخلي عن الجلباب والطربوش الأحمر....

فتلك أزياء تقليدية وطنية تدخل في التراث المادي والرمزي أيضا.

المبادئ والتحدي الحقيقي، يكمن في قيمة مواطنية القوانين التشريعية التي ترهن وتحدد التوجهات الإقتصادية، الإجتماعية، الإدارية، وطريقة تدبير الثروات الوطنية ومحاربة الريع.

فكلنا يعلم، وللأسف الشديد، أن القوانين الحساسة تمرر بالريموت كونترول حيث يفرض على النواب البرلمانيين رفع الأيادي إما إيجابا أو سلبا.

وتقاعد البرلمانيين، صحيح أنه ريع سياسي، لكن القطع معه ليس الحل لتحسين المعيش اليومي للمواطن المغربي.

فالمشكل مشكل الثروة فالثروة ثم الثروة، وكيفية تدبيرها ومن يحتكرها ومن يستفيد ومن لا يستفيد.

ناهيك عن التدخل المتغلغل للمؤسسات الدولية المانحة كالبنك العالمي و وصندوق النقد الدولي.

وأختم وأقول يا سيدي البرلماني من دخل قبة البرلمان، فقد قبل ضمنيا ومن دون شروط ، المشاركة في اللعبة، وأنتم تعلمون من يمسك خيوط اللعبة وواضع قواعدها.

وبالتالي إعتمار الطربوش الأحمر والجلباب الأبيض من عدمهما، لا يغير في الأمر شيء.

وإنما هي مزايدات فارغة لا تخرج عن نظرية المؤامرة وأسطوانة المخزن المشروخة البائدة من زمن ما قبل سقوط جدار برلين.