الأحد 19 مايو 2024
مجتمع

فضيحة ... قنوات "لعرايشي" لا تهمُّها فئة الأطفال وبرامج التوعية !

 
 
فضيحة ... قنوات "لعرايشي" لا تهمُّها فئة الأطفال وبرامج التوعية !

بعد أن تمَّ مؤخرا إطلاق طلبات عروض خاصة باقتراح برامج لفائدة القناة الثانية والأمازيغية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة SNRT،التي يتربع على كرسي (رئاستها وإدارتها العامة) "فيصل العرايشي"، يبدو بشكل واضح أن البرامج التي ستتنافس عليها شركات تنفيذ الإنتاج، هي فقط عبارة عن كبسولات ضاحكة وأفلام ومسلسلات وبرامج وثائقية واجتماعية، في تناقض تام مع بنود دفتر التحملات الذي صدر سنة 2011، وأشار إلى ضرورة تقديم قنوات القطب العمومي، لبرامج تمسُّ كافة الشرائح المجتمعية، ومنها على الخصوص برامج موجهة لرجال الغد "الأطفال"، وبرامج التوعية في شتى مناحي الحياة (القانون والإستهلاك المُعقلن والإقتصاد والتكوين الدراسي والمهني وتنيمة القدرات الحرفية والخدماتية)، وهي إشارة واضحة تبرز أن قنوات القطب العمومي، تتماشى مع "سياسة المستشهرين"، التي لا تهتمُّ بالبرامج ذات البعد التحسيسي والتوعوي، بل تدعم برامج التسلية والترفيه والمسلسلات والأفلام، فقط، التي تستفيد من تنميط المشاهد وجعله على مدى "سنوات عجاف" مُقبلا على مواد تلفزيونية فارغة المحتوى، دون أخرى تساهم في بناء المجتمع وتؤسس فكر خلاق ووعي مسؤول، فاعل ومُتفاعل، مع المحيط وتحديَّات العصر.

ومن تداعيات هذه السياسة التي تنخر قنوات القطب العمومي، هجرة المشاهدين المغاربة صغارا وكبارا، نحو قنوات عربية ودولية للبحث عن مواد تلفزيونية، تحترم المتلقي وتقدم فقرات تخاطب روح ووجدان وفكر الإنسان وتوازي وظيفة التربية والتأطير داخل الأسرة والمدرسة وكل المؤسسات الرامية إلى تربية وتأطير الناشئة، وتوعية وتطوير فكر الشباب والكبار وتحصينهم من التطرف والانحراف وجعلهم يدركون ما عليهم من حقوق وواجبات، لبناء مجتمع سوي، مبني على ثقافة المواطنة وحسن السلوك. إذ يبدو أن القائمين على تلفزيون العمومي المغربي، لا يدركون أو يتعمدون عدم إدراك، أن القناة التي تموَّل عن طريق المال العام، هي في وضعية الإجبار (على الأقل) في مسألة تحقيق التوازن مابين برامج الخيال والتسلية وبرامج التثقيف والتوعية، إذ حسب طلبات العروض الحالية وسابقاتها، تبقى مثل هذه التوصيات حبر على ورق، في انتظار سياسة تلفزيونية تضع مثل هذه الاعتبارات القيمية البنَّاءة، في مقدمة اهتماماتها وعلى رأس قائمة البرامج التي تستهدف المغاربة، من خلال الإطلال عليهم من شاشة تخاطبهم بأمانة إعلامية، يجدون فيها أنفسهم ومتطلباتهم واحتياجاتهم على المستوى الإعلامي.

فهل يُدرك لعرايشي هذه الأمور أم أنه في "دار غفلون" !!؟؟.

 أم أن لجنة التسويقداخل قنوات القطب العمومي لا "تتسوَّق" سوى الرداءة والإسفاف !!؟؟.

ومتي يتم تطوير تلفزيون "دار غافل" إلى تلفزيون "دار عاقل"!!؟؟.

ولماذا وضع وزير الاتصال مصطفى الخلفي" الأسلحة" وانصرف للاستراحة، منذ صدور دفتر التحملات!!؟؟