Thursday 8 May 2025
فن وثقافة

مصطفى جفال: تمويلي لدار نشر لدعم البحث العلمي بالبيضاء جزء من سداد الدين للمغرب الذي احتضن الفلسطينيين

مصطفى جفال: تمويلي لدار نشر لدعم البحث العلمي بالبيضاء جزء من سداد الدين للمغرب الذي احتضن الفلسطينيين

رغم أن أفضاله كثيرة على البحث الجامعي وعلى الطلبة والباحثين بالمغرب، فإن الدكتور مصطفى جفال، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالبيضاء، أبى إلا أن يبصم مساره المهني والعلمي ببصمة لن تنساها الأجيال القادمة.

ففي حفل تكريمه زوال الخميس 28 يوليوز 2016 بفندق "كنزي تاور" بالبيضاء من طرف "طلبة مختبر القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بالبيضاء"، فاجأ الأستاذ مصطفى جفال، الفلسطيني الأصل، إدارة الكلية والمختبر وجمهور الأساتذة والطلبة بأن زف لهم خبرا مفرحا يتمثل في تعهده بأن يحدث دارا للنشر بمختبر القانون العام بنفس الكلية تتولى مهمة طبع بحوث الدكتوراة وتعزيز البحث العلمي.

إذ حز في نفس مصطفى جفال أن يرى دولا مجاورة لنا كإسبانيا، تطبع آلاف الكتب في مختلف الحقول المعرفية، بينما نحن في المغرب بالكاد نطبع بضع كتب.

وتأسيسا على هذا التعطش لنشر عدوى المعرفة لأوسع فئة، أبى الأستاذ جفال إلا أن يتولى تمويل دار النشر.

ومعلوم أن الأستاذ جفال معروف في الوسط الجامعي بالمغرب باحتضانه الإنساني لكل باحث أو طالب تعذر عليه تخطي العقبات المالية لإتمام أطروحته الجامعية، حيث تولى طبع العديد من البحوث على نفقته، مما أكسبه احترام أجيال من الطلبة الذين لم يحظوا بفرصة التتلمذ على يديه فحسب بل وأن ينعموا بدفء إنساني قلما توفر في الحقل الجامعي.

ووضع جفال تعهده بتمويل دار النشر في سياق "رد الجميل لبلد كبير اسمه المغرب الذي احتضنني بعد خروجنا الاضطراري كفلسطينيين من بيروت عقب الغزو الاسرائيلي لسنة 1982".

وفي هذا السياق كشف جفال كيف استقر به الحال بأرض المغرب: "لما قصفت إسرائيل مركز البحث الاستراتيجي الذي كنت أشرف عليه ببيروت عام 1982؛ وكان من سبع طوابق؛ كان لي أخوة بالإمارات عرضوا علي الذهاب هناك علما ان لهم مناصب سامية في سلم الهرم الاداري بالإمارات. لكن اتصل بي المرحوم بنسودة الذي جمعتني به صداقة قوية لما كان سفيرا وقال لي: "ماذا ستعمل يا مصطفى؟"، أجبته بأن هناك عرض لي بالإمارات. فقال لي بنسودة: "أنت باحث جامعي ودرست بفرنسا وتتقن الفرنسية، لماذا لا تفكر في الذهاب للمغرب وتدرس هناك. لك كل الحظوظ لتحصل على منصب والمغرب اليوم في حاجة الى أطر مثلك". وتابع جفال مسيرة ارتباطه بالمغرب قائلا: "فكرت في عرض المرحوم بنسودة واخترت المجيء للمغرب لأني أعرفه من قبل وأعرف المغاربة جيدا الذين درسوا معي بفرنسا. فدخلت للمغرب على أساس اني سأغادره ريثما تهدأ الأوضاع، فإذا بي أصبح جزءا من أوضاع المغرب وتزوجت بالمغرب ورزقت بأبناء رضعوا حليب المغرب وتشكلت جيناتهم بحب المغرب".