انطلقت بمدينة السمارة العاصمة الروحية والدينية للأقاليم الجنوبية للمملكة النسخة 17 للموسم الديني والثقافي للعلامة القاضي الشيخ محمد الأمين أباحازم الجكني بمنطقة كريزيم بالنفود الترابي لجماعة حوزة شمال مدينة السمارة، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح ماي إلى 04 ماي 2025.
وكشفت مؤسسة كريزيم للثقافة والتنمية في بلاغ لها توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منه أن اللجنة المنظمة سطرت لهذا الموعد الديني والثقافي الهام برنامجا غنيا ومتنوعا والذي أختار كموضوع لهذه النسخة ” المحاظر والزوايا ودورها في ترسيخ البيعة الشرعية لدى مكونات المجتمع القبلي بالصحراء".
ويشكل هذا الموعد الديني والإجتماعي السنوي محطة هامة لصلة الرحم مع باقي مكونات قبائل الصحراء المغربية وربط جسور التواصل الحضاري والمجتمعي مع كل الزوايا الدينية والعلمية بالمنطقة.
وسيعرف برنامج هذه السنة تنظيم لقاءات وزيارات لمختلف الزوايا التاريخية بالمنطقة وتنظيم مسابقات قرأنية في حفظ وتجويد القرآن، هذا فضلا عن تخصيص خيام موضوعاتية لتجسيد نمط التعليم المحضري والتحكيم العرفي، بالإضافة إلى معرض خاص بالمخطوطات التاريخية في الفقه والتفسير والحديث.
وسيتخلل برنامج هذه النسخة تنظيم لقاء عام يجمع كل مكونات قبائل الصحراء المغربية حول موضوع هذه النسخة التي تسلط الضوء على أحد أهم الأدوار الدينية والعلمية التي أسس لها علماء قبيلة تجكانت بالصحراء إلى جانب علماء باقي القبائل الصحراوية من خلال شخصية العلامة القاضي الشيخ محمد الأمين أباحازم دفين منطقة كريزيم (جماعة حوزة) نهاية القرن 19، ومؤسس لنمط تعليمي وديني متزن، حيث لم تخرج محضرة هذه الأسرة العلمية التاريخية عن سياق المحاضر الأخرى المعروفة بالصحراء المغربية فيما يخص طرق التدريس ومناهجه، ولكنها كانت تقوم بوظائف أخرى كالتحكيم والقضاء والفتوى، وتحرير العقود والمعاهدات وتقسيم الإرث والتركات، وكان عطاء هذه المحاظر عطاءا وفيرا، إذ ساهمت في تعزيز المستوى الديني والعلمي للناشئة وطلبة العلم في هذا المجتمع الذي ينعم بالإسلام منذ قرون وقامت بدورها التعليمي والتوجيهي في الصحراء المغربية.
وعملت السلطات العمومية الإقليمية بالسمارة على الإنخراط الكبير والدعم المتواصل لإنجاح هذا الموعد الديني والعلمي الهام الذي يجمع قبائل الصحراء المغربية لصلة الرحم والتواصل وربط جسور التواصل الروحي والحضاري بين الزوايا التاريخية بالمنطقة.