"لم يبق لنا ما نبيع إلا بناتنا وأبنائنا ....". بهذه اللغة تحدث بيانهن النقابي - تتوفر "أنفاس بريس" على نسخة منه - خيار مرعب، ومنحى لا يوجد أقسى منه، قد تجبر عاملات مطابخ الأقسام الداخلية بثانويات إقليم وزان على اتخاذه، بعد أن ضاق صبرهن، وتدهورت أوضاعهن الاجتماعية والنفسية إلى حد الحضيض والكارثية، كما وصفها بيان نقابتهن "طردونا من منازل الكراء، وحرمنا منذ مدة من الماء والكهرباء، حتى التجار الصغار الذين نتعامل معهم أصبحت لهم شكوك بعدم التوصل بمبلغهم الذي هو في حوزتنا، أبنائنا على شاقة حفرة من الانحراف لما أصبحنا عاجزين على تلبية أبسط ...أبسط ....الحاجيات".
كان أملهن أن يسدل الستار على الموسم الدراسي بزف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان لهن خبر تسوية وضعيتهن المالية، بعد أن علقت أجورهن منذ سبعة أشهر، لكن هبت الرياح عكس ما اشتهت مراكبهن، فأغرقتهن في محيط تقاذفتهن فيه أمواج المعاناة والمآسي.
اليوم وبعد أن لم يعد لهن ما يخسرنه بعد سياسة التجويع التي انتهكت كرامتهن، وجردتهن من إنسانيتهن، منذ مطلع السنة المالية الجارية، فإنهن قررن الدخول في اعتصام مفتوح بمقر المديرية الإقليمية للتعليم، كما جاء ذلك في بيان نقابتهن ( الاتحاد المغربي للشغل ) - توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه - وذلك ابتداء من صباح يوم الثلاثاء 26 يوليوز 2016، من أجل تحقيق مطالبهن المحددة في، الحصول على أجورهن كاملة ، والتصريح بمدة عملهن ( 7 أشهر ) لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. ولنزع فتيل توتر اجتماعي بلادنا في غنى عنه في هذه الظروف، فإنهن تناشدن عامل الإقليم، ومندوب الشغل، والأكاديمية الجهوية من أجل "إنصافنا كمتضررات من تماطل مديرية التربية الوطنية بإقليم وزان..".