عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي وتطليق سياسة المقعد الفارغ كرد على اعتراف الاتحاد بـ" جمهورية الصحراء الغربية" يطرح عدة أسئلة عن أسباب تغَيُر الموقف المغربي وماذا تغير في المغرب أو إفريقيا حتى تنحو الديبلوماسية المغربية هذا المنحى؟
واضح أن المغرب خلص إلى استنتاج أن الظروف التي صنعت تواجد الجمهورية الوهمية بالاتحاد قد تغيرت وأن كثيرا من الدول الافريقية التي كانت تقتات إما من الإيديلوجية الشيوعية ومن الاتحاد السوفياتي السابق قد تغيرت أنظمتها وتغير منحاها وانكفأت على ذاتها تبحث عن مصالحها وأن الدولة الجزائرية التي كانت تدعم العديد من البلدان الافريقية ماليا قد ضعف نفوذها بإفريقيا وما عادت بحكم الوضعية الاقتصادية للجزائر قادرة على السير بنفس المنوال ونفس القوة والاندفاع ..
كان واضحا منذ عدة سنوات أن المغرب نهج سياسة جديدة بإفريقيا تعتمد على الاستثمار الحقيقي والمجدي له وللدول الإفريقية التي دخلت مع المغرب في شراكة رابح رابح، المقاربة الاقتصادية والتواجد في قطاعات استراتيجية ومهمة دعم حضور المغرب الاقتصادي ثم السياسي ..
على هذا الاساس تقدمت 28 دولة افريقية على أعقاب القمة 27 للاتحاد الإفريقي بملتمس تعليق أنشطة جبهة البوليزاريو في أجهزة الاتحاد .. نلاحظ أن أغلب هذه الدول هي من خلق المغرب معها شراكة اقتصادية وسياسية أو سياسية في انتظار تطوير العلاقات الاقتصادية هي كالتالي: جمهورية كوت ديفوارو البينين، وبوركينا فاسو وبوروندي والرأس الأخضر وجزر القمر والكونغو والكابون وجيبوتي واريتيريا والغابون وغامبيا وغانا وغينيا وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية وليبيريا وليبيا وجمهورية افريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وساوتومي والسنيغال والسيشل وسيراليون والصومال والسودان وسوازيلاند والطوغو وزامبيا.
الناظر في لائحة هذه الدول يتساءل أين الدول العربية الافريقية وكيف تتموقع من قضية الصحراء المغربية؟
الدول العربية التي ساندت ملتمس التجميد هي: ليبيا _ الصومال _ السودان _ جزر القمر
الدول العربية التي لم تساند الملتمس هي: مصر _الجزائر _تونس _ موريتانيا
بعد ذهاب معمر القدافي ارتاح المغرب من الموقف الليبي المشاكس على وحدتنا الترابية، كما اننا نفهم الخلفية السودانية الرافضة لتشتيت البلدان العربية و هي التي عانت من التقسيم نفس الامر بالنسبة للصومال ..
لكن الدول العربية المهمة وذات الوزن الإقليمي فلها موقف و رأي آخر .. إذا كان مفهوما الموقف الجزائري المعادي لوحدتنا الترابية، وإذا كان الموقف التونسي مضغوط بمحاولته الحياد وعدم إغضاب الجارة الجزائر، كيف نفهم الموقف المصري المتعاطف مع الطرح الجزائري وكيف نقرا الموقف الموريتاني؟
حقيقة يحز في النفس أن العداء الحقيقي للمغرب ووحدته الترابية هو عربي قبل أن يكون إفريقيا !!!!
كيف سيتعامل العقل السياسي المغربي مع هذه الدول وكيف سيتعامل المنطق الديبلوماسي المغربي معها؟
الرهان على الدول الإفريقية ربما يكون حلا للالتفاف على شركاء اللغة والدين والجغرافيا.