الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

حسن بيريش:هذا رأيي في عيد المرأة

حسن بيريش:هذا رأيي في عيد المرأة حسن بيريش
1
كلما حل الثامن من مارس،ينتابني سؤال:
- هل نحن فعلا نحتفي بالمرأة حين نختزل حضورها الباذخ في يوم واحد من السنة..!؟
2
تمنحنا المرأة كل وقتها.كل عمرها.
تهب الحياة بكرم نادر جدا،دون أن تعبأ باحتساب زمن عطائها الغزير،المدرار.
تغوص في واقعنا حد العذاب.
تشكل مجتمعنا بقوة وجودها.بوجود قوتها.
ثم..
لا نمنحها سوى:
يوم واحد.
يتيم.
فقير..!!
لا يتجاوز - في حده الأقصى - سقف:
البهرجة.
الاستعراض.
التبذخ الفارغ..!!
3
ولادة،وهابة هي المرأة.
تلد الرجل.
تدربه على مواجهة الحياة وكسب تحدياتها.
تقف وراءه - لا أمامه - ليضاعف حضوره،ويحقق طموحاته.
تلوذ بظلها لتتسامق قامته.
ثم..
يتكرم عليها بأربع وعشرين ساعة من زمنه الرجولي المصاب بداء نكران الجميل..!!
يهب كرمه هذا عبر وردة يقدمها ملفوفة في عبارة عقيمة،كما جحوده،تختزل عمرها كله في كلمات:
- كل عام وأنت بخير..!!
- ألا نخجل من قليلنا أمام كثيرها..؟!
- ألا تحمر لنا الوجنات من بخلنا إزاء غدقها..؟!
4
باسم الهيمنة الذكورية:
نتبارى،طوال السنة،في إقصاء المرأة عن المواقع التي تمكنا من الاستحواذ عليها..!!
نتنافس،حد الدهشة،في إدراج المرأة في خانة التغييب،من أجل تكريس حضورنا..!!
ثم..
نضحك عليها بعبارة تديننا دون أن تنطلي عليها:
- النساء نصف المجتمع..!!
5
فقط في الثامن من مارس:
نتذكر - في عز نسياننا - حقوق النساء.
حقوقهن في الحب.
حقوقهن في الوجود المتساوي.
حقوقهن في تقلد المناصب والمسؤوليات.
ثم..
نصاب بإثم النسيان طوال أيام السنة،وكل سنة..!!
6
فقط في الشهر الثالث:
نستحضر - في أوج إهمالنا - الوجود الثري للمرأة.
وجودها الذي يعلي من شأن وجودنا.
وجودها الذي تلغيه - بإرادتها - من أجل تكريس كينونتنا.
ثم..
يمر اليوم في احتفالات شكلانية بلا جوهر.وتختفي بعده كل مظاهر تقديرنا للمرأة..!!
7
- هل المرأة ند للرجل..!؟
أجل:
لكن يراد لها أن تكون ندا له ليوم واحد في السنة..!!
أما بقية السنة،فهي:
خاضعة له.
مطيعة لأوامره.
لا مشيئة لها خارج مدار مشيئته..!!
8
كلما حل الثامن مارس،يتسلقني سؤال:
- عن أي احتفاء تتحدثون،يا من تجعلون كينونة النساء رهن يوم واحد في السنة..!؟